في بلاط صاحبة الجلالة

[JUSTIFY]
في بلاط صاحبة الجلالة

احتفلت صحيفة «أخبار اليوم» الغراء بمناسبة مرور عشرين عاماً على صدورها في العام 1994م، ونسأل الله أن يمد في عمرها وعمر مؤسسها الأخ الكريم الأستاذ أحمد البلال الطيّب، وكل طاقمها العامل في التحرير والمكتب الفني والإدارة وبقية الكوادر المساعدة.

لقد سعدنا كثيراً بصدور «أخبار اليوم» قبل عشرين عاماً، وأحسب أن صاحبكم نال شرفاً عظيماً بأن اختار لها اسمها الذي عرفت به وانطلقت به صاروخاً في عالم الصحافة، في جلسة صفاء وود جمعت بين مؤسس الصحيفة، وكاتب هذه الزاوية، ولأن الأستاذ أحمد البلال رجل كريم المحتد، عظيم الوفاء، حفظ لصاحبكم هذا الحق، وظل يردد ذلك كثيراً، حتى أنه فوجيء قبل يومين بصورته على الصفحة الأولى لـ «أخبار اليوم» وفيها يروي رئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها الأستاذ أحمد البلال، كيف جاءت الصحيفة وكيف صدرت بعد منع طويل للصحافة الخاصة عقب الثلاثين من يونيو 1998م.

الآن موقع «أخبار اليوم» قريب جداً من موقع «آخر لحظة» وهي مثل «جارة الوادي» في بداية عامها الحادي والعشرين، وذكرى صدورها الذي كان له دوي وإضاءات باهرة في سماء الصحافة السودانية، لتصبح مدرسة صحفية متميزة، يديرها الأستاذ أحمد البلال، بينما يتولى منصب «الوكيل» في هذه المدرسة الأخ الأستاذ عاصم البلال، ويضبط الأخ الأستاذ محمد مبروك محمد أحمد، إيقاع العمل، وانسياب المواد حتى لحظة تقديمها للمطبعة، يساندهم فريق كبير وخطير، يضم أساتذة كبار نذكر منهم الأساتذة عبود عبدالرحيم، والجميل الفاضل، وكاروري الفنان، وميرغني أبوشنب، وأحمد رمضان وعادل البلالي وغيرهم من الشباب والشابات.

ورحل من الصحيفة من رحل مثل أول مدير تحرير لها، صديقنا العزيز الأستاذ عمر محمد الحسن «الكاهن»، وعزيزنا الغالي الأستاذ أحمد إسماعيل العمرابي «أحمد عمرابي»، والرجل الخلوق الأستاذ كمال عبد الفراج، الذي كان آخر الراحلين خلال أيام عيد الفطر المبارك، وغيرهم، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وحسن المآب.

وعمل صاحبكم في «أخبار اليوم» بعد مشاورات لم تستغرق وقتاً في ذلك الوقت، وقد جاء صدورها وللصدف الغريبة بعد عشر سنوات كاملة من صدور صحيفة «ألوان» الغراء التي كان لصاحبكم دور في تسميتها وتحريرها خلال فترة الحكم المايوي، ولصاحبكم ذكريات في الصحيفتين حافلة بالمعلومات وضاجة بالحياة، شهدت النجاحات الكثيرة وقليلاً من الإخفاقات التي أصبحت درساً للنجاح.

ومن المصادفات أنه وبعد أسابيع قليلة يكمل صاحبكم خمسة وثلاثين عاماً في بلاط صاحبة الجلالة، كسب فيها الكثير من المعارف والعلاقات والصداقات، عانى خلالها كثيراً طوال هذه المسيرة الغنية بالأحداث، عانى من الفصل والتشريد والاعتقال والمحاكمات، لكنه لم يفقد الأمل في أن يكون عالم الصحافة هو عالم الفضيلة والحق والحقيقة.

الصحفي لا يخسر قط، إذا ما التزم جادة الطريق ولم يحد عن الحق، سيكسب زملاء محترمين وأصدقاء أوفياء في رحلته العملية، مثل ما كسب صاحبكم أصدقاء العمر منذ صحيفة «الأيام» في بدايات عمله، وأصدقاء العمر بنسخة جديدة في «أخبار اليوم» وما تلاها، منهم الأساتذة الأجلاء عبد العظيم صالح ويس محمد عثمان ويس حسنين وعثمان حامد، وغيرهم مثلما كسبنا أبناء بررة في هذه المهنة من الجنسين، سيظل وجودهم على الساحة هو صمام أمان للسلطة الرابعة التي يتربعون على عرشها بإذن الله.

وكل عام وكل صحافتنا وصحفيينا بخير.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version