القرص الغامض

[JUSTIFY]
القرص الغامض

عندما أتحدث عن طفولتي، فهي بالتأكيد تختلف عن طفولة هذه الأيام بطريقة لا يمكن مقارنتها نهائيا بما يحدث اليوم..
ففي طفولتي لم يكن هناك «آيباد» ولا «آيفون» ولا إنترنت ولا «إنستغرام» ولا «تويتر» ولا حتى «أتاري» أو تلفزيون، بل بضع ألعاب بالعصي والحجارة، أو دواليب أو عجلات السيارات، أو الموتوسيكلات، أو «السيكلات» القديمة، وقمة التسلية والمتعة تنحصر في استئجار (وليس شراء) بعض المجلات المستعملة التي ندفع فيها مثلا عشرة قروش لليوم، منها خمسة قروش مسترجعة، ولكن تبقى كرهن حتى
إعادة المجلة..
ومن مجلات تلك الأيام «تان تان» و«سمير وميكي» و«الوطواط» و«سوبر مان» وكل الصبيان كانوا يعشقون «سوبر مان»، لأنه البطل الذي لا يُقهر ويحارب الأعداء والأشرار البشريين، وصولا للأعداء القادمين من الكواكب والمجرات الأخرى، الذين يحاولون غزو الأرض بصحونهم الفضائية ومعظمهم من أصحاب البشرة الحمراء والصفراء والعين الواحدة، وأحيانا 7 أيدي وأرجل، ويستغلون نقطة ضعف هذا السوبر مان، وهي مادة «الكريتونيت» الأخضر..
ولهذا وجدت «هوليوود» في خيالات جيلنا مادة دسمة لعمل أفلام كثيرة حول الصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية، وربما يكون «إي تي»
E.T. the Extra – Terrestrial أشهرها، الذي تم عرضه عام 1982 وأخرجه ستيفن سبيلبيرغ، وتم تصنيفه كأفضل فيلم في تاريخ السينما عن المخلوقات الفضائية، وبقي صاحب أكثر إيرادات لعشر سنوات كاملة، وسبق بكثير سلسلة أفلام حرب النجوم Star Wars.
وسط كل هذا الجدل حول الصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية دخلت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجدل وعززته من خلال إيقاف بثها المباشر على «يوتيوب» أخيرا، بعد ثوان من ظهور جسم غريب على الشاشة عبارة عن قرص غامض شوهد على كاميرا ويب حية من محطة الفضاء الدولية قبل أسبوعين، ولكن بعد 30 ثانية من ظهوره على الشاشة تم إغلاق كاميرات الفيديو، ليثور العالم كله عليها ويتهمها بإخفاء الحقائق والاستئثار بالمعلومة وحدها. ووسط كل هذه الجدليات العلمية والبحث عن مخلوقات فضائية، نجد مخلوقات بشرية لها بصمات أصابع وهوية وصفحة أحوال شخصية وفيش وتشبيه وسجلات في الشرطة والإنتربول و«السي آي إي» و«الإف بي آي» ومخابرات السند والهند والواق الواق، ومع هذا يدخلون ويخرجون ويتجولون ويسافرون ويزورون ويتحايلون ويتآمرون وللملايين من الدولارات يحولون ويقبضون، ومع هذا يتم التعامل معهم وكأنهم كائنات (خيالية) سرها الأكبر من أين جاءت؟ وسرها الأخطر إلى أين ستذهب؟ وسرها الأخير أين اختفت أو أين ستموت؟
الكلام ليس «مشفرا» أبدا.. ففي عصر الربيع العربي بات من المفروض فك التشفير عن عقول المواطنين قبل فك التشفير عن قرارات الحكومات التي جاءت كي تُدلل شعوبها لا كي تُذلها.

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]
Exit mobile version