الدرس الملهم!

[JUSTIFY]
الدرس الملهم!

هذا الدرس يقودني إلى الطريق.. في حياة كل منا موقف أو مجموعة مواقف، يمكن أن تقدر على أنها درس أو مجموعة دروس تكون سبباً في الهامنا الطريق الجديد.. قد يكون الإحساس المتبلور والخلاصة حرمان، اشباع أو ما بين ذلك.. «صديقتي» تقول إن عمها أحمد رجل الأعمال المشهور.. مصدر إصراره على بلوغ النجاح في دنيا المال موقف حدث له في المدرسة وهو صغير، عندما لم يدفع الرسوم التي تقررت على التلاميذ بعد اجتماع إدارة المدرسة مع مجلس الآباء.. لم يكن حينها يملك ذلك الرسم.. فكان طرد المعلم له بمثابة تحفيز داخلي أن يهزم العوز وأن لا يتعرض لمثل هذا الموقف الجارح، زادت كراهيته للمدرسة والمعلمين.. لم يستمر طويلاً في درب العلم وفارق إلى غير رجعة عالم العلم والتعليم، ودلف إلى السوق.. ورويداً رويداً كبر وازدادت ثروته وأصبح لا يأبه للفقر وأيامه، وكانت له صولات وجولات للتبرع للمدارس والتعليم إرضاء لموقف قديم.. الآن أبناؤه يدرسون في أفضل المدارس الخاصة، ويتوفر لهم المعلمون لاجل الدروس الخصوصية.. لكنه لا يستمتع بالحياة إلا عندما يرى ذلك المعلم الكبير وهو يتفانى في الشرح لابنه في الحديقة، ويأخذ أجره مقابل ذلك الإحساس الماضي بالحرمان.. «فهل كان المعلم حين طرده من المدرسة خيراً له أم شراً»!!

أما «مجدي» ذلك الشاب القادم من البلد بكل عنفوان الطيبة والرقة للدراسة الجامعية بالعاصمة بعد تفوق مستحق ومثبت، يقع مجذوباً في غرام ست الحسن والجمال زميلته بالكلية ابنة الحسب والنسب، فيكون كل الكون في صباح التقائها وتغيب شمس اليوم حينما تمخر بها الفارهة مفارقة أرض الجامعة الى قصر أبيها المنيف ودنياها المختلفة، ويظل هو على تلك الحالة حتى تتفتح زهرات في قلبها تجاهه، وتدخل معه في قصة حب أقرب للخيال.. «ابن الخفير القادم من بعيد وابنة الذوات والترف».. وتمضي سنين الدراسة ويظل «مجدي» ينكوي بنيران فراق الإجازة وتتفتح روحه عند انبلاج الفصل الدراسي ويلتقيان كما تتلقي الأرض العطشى لماء الجدول الذي فتح للتو وللحظة.. ثم يتأتى يوماً لا مناص في حضوره.. ويتخرجان.. وبعنفوان الشباب وربما ببعض سذاجة الحب وطيبته.. يذهب إلى والدها ليطلب يدها الغالية.. فينفجر الأب في وجهه ضاحكاً «انت قائلها هاملة.. عشان نعرسها ليك.. مش لو اشتغلت في الكلية.. ماهيتك دي شكلاتة ما بتجيبها ليها.. يلا يا ود ورينا عرض اكتافك» فيخرج مغاضباً البلاد إلى أرض الله الواسعة ليعود رقماً يمتلك أن يطعم بناته الشكلاتة بما يوازي مرتب أستاذ جامعي.

٭ آخر الكلام :-

ليس عيباً أن نتعلم من بعض الدروس شيئاً يكون ملهماً للمستقبل.. أو يكون طريقاً لأفضل مما عليه الحال، ولكن العيب أن نعيد الدرس على الآخرين..
[/JUSTIFY]

[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر

Exit mobile version