مصر.. تشييع جثمان والدة أيمن الظواهري

توفيت صباح اليوم السيدة أميمة عبد الوهاب عزام والدة الدكتور أيمن الظواهري بمستشفي السلام الدولي بالمعادي، بعد أسبوع من دخولها المستشفي، عن عمر يناهز 75 عاما. كانت السيدة أميمة تعاني من أمراض الشيخوخة وساءت حالتها الصحية بعد اصابتها بذبحة صدرية قبل أن تذهب في غيبوبة وتلقي ربها.

وقد صرح الاستاذ محفوظ عزام، رئيس حزب العمل الإشتراكي المجمد بقرار سياسي خال أيمن الظواهري، بأنه تم تشييع الجنازة عقب صلاة العصر اليوم الأحد من مسجد عزام بحلوان.

وقد تم اختيار محفوظ عزام، شقيق المتوفاة، رسميا رئيسا لحزب العمل المجمد بعد أيام فقط من رحيل المناضل المهندس إبراهيم شكرى رئيس الحزب السابق، ويبلغ من العمر 81 عاما من رجال القضاء وعمل بالمحاماة بعد تقاعده،كان عضوا بالحزب الوطنى القديم قبيل قيام ثورة 23 يوليو، حزب مصطفى كامل ومحمد فريد ثم التحق بحزب العمل قبل 20 عاما، وهو من عائلة عزام المصرية العريقة ذائعة الصيت والتى تقطن بشكل محافظة حلوان.

ويفخر عزام بقرابته للظواهري، باعتباره يدافع عن عقيدة وعن مبادئ، لكنه يهون من هذه القرابة عندما يتعلق الأمر بحزب العمل ويرفض أن يتم ربط استمرار تجميد الحزب وبين علاقته بأبرز قيادى فى تنظيم القاعدة.

وعزام ليس خال الظواهرى فقط بل محاميه أيضا، منذ قضية الجهاد الكبير عام 1981 وحصل له على البراءة أمام محكمة أمن الدولة العليا، لكنه يسخر ممن يوجه له تهمة العلاقة بالقاعدة ويتحدى أن يوجه له الأمن هذا الاتهام مباشرة لكن الاتهام قائم، حسبما يقول، عبر تلميحات بعض وسائل الإعلام التى تستهدف التشويش على الحزب.

وحسب التقارير فقد جرت مراسم التشييع وسط تكثيف قوات الأمن من تواجدها حول المسجد الذي شيعت منه جنازة المتوفاة تحسبا لظهور أية مفاجآت خصوصا وأن الفقيدة تنتسب لأسرة يقع جميع أفرادها تحت أنظار جهات الأمن المصري وعلى رأسهم نجلها د. أيمن الظواهري الذي يأتي على رأس قائمة المطلوبين دوليا لاتهامه بالضلوع في أحداث أمنية روعت العالم.

ميلاد ونشأة الظواهري

فى عام 1960م انتقل الدكتور ربيع الظواهرى أستاذ الصيدله بجامعة عين شمس , وزوجته أميمه عزام من هليوبلس الى حى المعادى وهما ينتميان الى أسرتين مصريتين عريقتين, فعائلة الظواهرى كما ذكر كاشف الظواهرى فى حديثه عن شجرة العائله بها واحد وثلاثين من الأطباء والكيميائيين و الصيادله والباقين سفراء وقضاه ومنهم أعضاء فى البرلمان, وأحد أفراد العائله عم الدكتور ربيع الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى كان شيخ الجامع الأزهر والإمام الأكبر عام 1929م .

أما الزوجه أميمه عزام فهى من أسره مصريه عريقه أيضا ولكن أغنى من أسرة الظواهرى , فوالدها عبد الوهاب عزام كان رئيسا لجامعة القاهره وهو المنشأ ومدير جامعة الملك سعود فى الرياض وخدم كسفير لمصر فى كل من باكستان واليمن و السعوديه, وعم الدكتور عبدالوهاب كان هو أول أمين عام لجامعة الدول العربيه الدكتور عبد الرحمن عزام.

سكن ربيع وأميمه فى شقه فى شارع 100 فى الجزء البلدى من حى المعادى وانتقلا بعد ذلك الى المسكن رقم 10 فى شارع 154 من نفس الضاحيه,كان ربيع وأميمه متدينين تدين عادى وأميمه لم تكن ترتدى الحجاب وكانت ضاحية المعادى مليئه بالكنائس والمعابد أكثر من المساجد ويوجد بها نادى المعادى الذى كان له مكانه كبيره وعضويته مسار فخر وكذلك مدرسة فكتوريا التى أنشأها الإنجليز وتدرس موادها باللغه الإنجليزيه .

ربيع الظواهرى وأميمه عزام أنجبا التؤم أيمن وأخته أمنيه 19 يونيه 1951م والإثنين تخرجا فى كلية الطب , وأنجبا هبه وهى الأخرى تخرجت فى الطب وولدين محمد وحسين وقد تخرجا فى كلية الهندسه عاش ربيع حياه متوسطه كأستاذ فى الجامعه فهو لم يقتنى سياره حتى تخرج أيمن فى كلية الطب .

كان أيمن متفوق دراسيا يقدره أساتذته ومدرسيه, ويحصل على أعلى الدرجات , منظم التفكير, خجولا فى التعامل مع الجنس , نشأ أيمن فى حى المعادى وكان يتردد على مسجد حسين صدقى(الذي أنشأه الممثل المصري حسين صدقي) , كان فى الخامسه عشره حينما شنق سيد قطب, الذى سمع عنه من خاله محفوظ عزام: الذى كان محامى صغير عاصر سيد قطب لفتره, ويقول عنه انه كان يأتى يوميا الى بيتنا ونقيم الصالونات الفكريه, ويعطينا الكتب ونتناقش وكلفنى بمراجعة كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ , ودرس لى اللغه العربيه1936م .

وقد نما التفكير الجهادي مبكرا في عقيدة أيمن الظواهري حتى شارك في حرب أفغانستان وارتبط اسمه بزعيم تنظيم القاعدة الذي نسبت له عمليات تفجير دولية وأصبح على رأس المطلوبين دوليا.

الهجرة إلى أفغانستان
سافر أيمن الظواهري بعد الإفراج عنه عام 1985 للعمل طبيبا في مستشفى بالسعودية ولكنه لم يمكث هناك طويلا إذ سافر إلى باكستان ثم أفغانستان، وكان قد سافر إلى هناك من قبل عام 1980 للعمل مع الجمعية الطبية الإسلامية.

وفي أفغانستان أعاد الظواهري بناء تنظيم حركة الجهاد وجمع خيوط التنظيم في يديه بمساعدة مجموعة معاونين وقادة لجؤوا إلى أفغانستان، واستقدم الملاحقين والفارين من التنظيم، ووجد الشباب في أفغانستان فرصة غنية للعمل والتدريب بحرية معقولة بل ومثالية.

وانتقل الظواهري بصحبة أسامة بن لادن ومعهما مئات الشباب العرب إلى السودان عام 1993، وبعضهم هاجر إلى اليمن. وكان يقوم بترتيب دخول الشباب مرة أخرى إلى مصر للقيام بعمليات تنظيمية وعسكرية.

وبعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 1996 هاجر الشباب إلى أفغانستان مرة أخرى. وبدأت تحولات فكرية وتنظيمية وسياسية مهمة منذ الهجرة الثانية إلى أفغانستان، فقد أعلن عن تشكيل حركة الجهاد العالمية، والواقع أنه منذ عام 1993 بدأت حركة الجهاد في تنفيذ عمليات عسكرية بمصر مثل محاولة اغتيال اللواء حسن الألفي وزير الداخلية السابق، ومحاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء السابق. ويتوقع أن هذا التحول بدأ بضغط من معاوني الظواهري وبتأثير تنافسي للجماعة الإسلامية، وكان قبل ذلك يرى عدم جدوى مثل هذه الأعمال بل وخطورتها على العمل الإستراتيجي وبعيد المدى والنظر.

محيط

Exit mobile version