عندما يهز الوسط

[JUSTIFY]
عندما يهز الوسط

ياصندل الليل المضاء

لو زندها احتمل الندى

لكسوت زندك ماتشاء

ثوبا من العشب الطرق

وإبرتين من العبير

وخيط ماء …

الراحل مصطفى سند

لما كنا نزور القاهرة منذ قبل صيفين من الآن.. كان ميدان التحرير يومها يلملم جراحه ويكفكف محيط الاتحادية دمعه وحزنه وتتساءل ماكينة ماسبيرو الإعلامية الضخمة.. كما هاشم صديق بعيد أكتوبر السودانية …

أذن الأذان

وحانصليك ياصبح الخلاص حاضر

ونفتح دفتر الأحزان

من الأول إلى الآخر

ونتساءل..

منو الكاتل منو المكتول

منو الربحان منو الخاسر

كانت القاهرة بين يدي ثورتين وثلاثة رؤساء.. ثورتا فبراير ويونيو ورئيس مخلوع وآخر معزول وثالث منتخب.. كانت القاهرة كعادتها (تنكت) وهي غارقة في جراحاتها.. لما صاح أحدهم في ميدان الثورة بهتافية.. يسقط يسقط الرئيس القادم! خضعت يومئذ ضمن كوكبة من الصحفيين السودانيين لأكثر من ثلاثين محاضرة مهنية بمركز دراسات الأهرام.. كلها كانت تبدأ بمحمد حسنين هيكل وتنتهي بجمال عبدالناصر.. فبرغم مرور كل تلك السنين وكل أولئك الرؤساء إلا أن التاريخ المصري الحديث كما لو أنه متوقف في ذلك العهد الذهبي.. سألت أحدهم وهو يفتتح بذكرى هيكل.. متى التقى الرجلان لأول مرة.. وهل اكتسب هيكل سمعته الجهيرة من خلال قربه من عبدالناصر أم لممارسة مهنية عالية ومميزة!! وهل تنصح أجيال الصحفيين أن يقتربوا من الحكام في عصر بات فيه القرب من السلطان تهمة!! فطرب الرجل أيما طرب وأنا أدخل عليه في عقر سيمفونيته المحببة.. والشيء بالشيء يذكر.. قيل إن البروف عبدالله الطيب رحمه الله إن لم ينزل منازله في حينما يقدم للمحاضرات فإنه لا ينفق كل ما عنده.. يقول صديق عمره دكتور الحبر.. قدم البروف ذات ندوة طلابية تقديما ميتاً، فخشيت على الندوة فانتزعت المايك ووضعت الرجل في مكانته التي يستحق.. فأقبل مبتسما على المنصة فقال.. شكر الله لك يا أخي فهذا مما يجلب السرور والعافية ويطيل العمر، فانهمر وتدفق الرجل البحر.. المهم أن صاحبي الأستاذ الكبير صلاح منتصر صاحب المصور قابل هو الآخر سؤالي بطرب كبير قائلا . شوف يابني انت ايش اسمك.. قلت البشير الماحي.. قال هذا سؤال جيد.. يقول هيكل انتبهت يومئذ وأنا رئيس تحرير صحيفة الأهرام أن ضابطا يدخل مكتبي وهو يبحث عن كتاب لأحد الكتاب العروبيين.. كان ذلك الضابط هو جمال عبدالناصر، وكان ذلك قبل الثورة بعام واحد.. وقد سئل عبدالناصر فيما بعد لماذا هيكل هو الصحفي الوحيد الذي لا يحتاج لإذن للدخول إلى مكتبك. قال لأن كل الصحفيين يسألوننا عن الأخبار، ونحن نسأل هيكل عن الأخبار !!

ألملم هذه الأسطر وأستدعي هذه الذكريات بين يدي زيارة الرئيس البشير للقاهرة هذه الأيام.. ليست بطبيعة الحال هي قاهرة عبدالناصر وهيكل.. إنه وطن فيفي عبده والرقص الشرقي عندما يهز الوسط ! لم تكن الأجندة هي العروبة والأمن الغذائي العربي وتحرير القدس.. فانقلبت الأمور رأسا على عقب لدرجة تهمة (التخابر مع حماس)! فهي بامتياز قمة (الماء وحلايب والإسلاميين).. فبينما يحتفي الإعلاميون بالتصريحات الرسمية عن العلاقات الأزلية.. أبحث أنا في المقابل عن الذي لم يُقل… ولنا عودة بحول الله وقوته..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
Exit mobile version