لقاء السيّدين.. لا يذهب بك الخيال بعيداً..

[JUSTIFY]
لقاء السيّدين.. لا يذهب بك الخيال بعيداً..

من لحظة زيارة السيد الإمام الصادق المهدي لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني، في مقر إقامته بلندن، أخذت «الصور» والأخبار الحقيقية و«المفبركة» تجد طريقها للانتشار السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يكتبه شامتون في النظام، يحاولون من خلال ما يبثونه إرسال أكثر من رسالة للنظام ولمنسوبي الطائفتين «الختمية والأنصار» والحزبين «الاتحادي الأصل والأمة» ورسائل أخرى لكل السياسيين وقادة الأحزاب والحركات المسلحة، وللشعب السوداني بأجمعه وبمختلف عناصره ومكوناته وشرائحه وطوائفه العديدة، يحاولون القول فيها إن «ساعة الجد» قد حانت لتوحيد كلمة السيدين في مواجهة النظام الباطش والجبار القائم على القهر ومصادرة الحريات، وإن لقاء السيدين ما هو إلا بداية لنهاية هذا النظام.

بعض تلك الأخبار أو التعليقات يكتبها شامتون ولكن في الاتجاه المعاكس، أي أنهم يشرعون أسلحة الشماتة في وجهي السيدين، وقد تلقيت رسالة من ضابط عظيم متقاعد ضمن مجموعة من المشاركين في إحدى المجموعات الاجتماعية، وقد اقترنت الرسالة بصورة لقاء السيدين في لندن، وكان تعليق الرجل الجنرال عليه هو: «من الاستعمار.. وإليه».

بعض أصحاب النوايا الحسنة يؤملون خيراً في هذا اللقاء على اعتباره مفتاحاً للدخول عبر بوابات الحوار مع النظام الذي فشلت كل أحزاب المعارضة ـ منفردة ومجتمعة ـ في الإطاحة به، رغم استعانة بعضها بـ «القريب والبعيد» من أجل تحقيق هذا الهدف.

النظام نفسه لا تبدو عليه علامات الإنزعاج، ولا الدهشة حتى، ويتمسك أهله والقائمون بأمره داخل الحزب أو في أجهزة الدولة التنفيذية بمبدأ «رحم الله إمرء عرف قدر نفسه»، وأهل النظام فيما يبدو هم الأكثر معرفة بما دار بين الرجلين من خلال «سرعة البث» وتداول المعلومات التي لم تعد لها سرية أو حصون تبقى خلفها.

أما أهل الصحافة فإن بعضهم يعلم ويدّعي أنه لا يعلم، وبعضهم لا يعلم ويدعي أنه يعلم، وقليل من قليل هم أولئك الذين يعرفون أن لقاء السيدين في لندن قبل يومين ليس أكثر من لقاء اجتماعي، لم يستمر طويلاً، ولم يدر فيه حديث حول الشأن السياسي، وأن كل ما دار فيه هو السؤال عن «الصحة والأحوال» وأنه كان مبادرة اجتماعية من السيد الإمام الصادق المهدي للاطمئنان على صحة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، والوقوف على حقيقة حالته الصحية.

نسأل الله عاجل الشفاء لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني، ونسأله أن يبيّن الحق حقاً للسيد الإمام الصادق المهدي وأن يرزقه اتباعه، وأن يحمي بلادنا أحلام اليقظة السياسية التي تضرب العقول وتخرِّب النفوس، وتجعل البعض يحاول إنتاج مراحل سابقة تجاوزتها الأحداث وتخطاها الواقع.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version