*رب العزة ينسب – أحياناً – أحاديث إلى ألسنة من يرد ذكرهم من البشر في كتابه الكريم..
*فإذا ببعض من البشر هؤلاء – في زماننا هذا – ينسبون الأحاديث المذكورة إلى القرآن وكأنها رأي إلهي..
*ومن أمثلة الأحاديث هذه قول امرأة عمران : (ربي إني وضعتها أنثى – وليس الذكر كالأنثى- وإني سميتها مريم)..
*فعبارة (ليس الذكر كالأنثى) هنا هي كلام ابنة عمران ولا يصح أن نقول إنه رأي إلهي..
*وكذلك حين يقول كتاب الله على لسان الذي هو (شاهد من اهلها)- في سورة يوسف – (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم)..
*فالكلام المنسوب إلى (الشاهد) هنا – أو عزيز مصر نفسه – لا يعني أن هذا هو رأي القرآن في المرأة..
*والبارحة قرأت كلاماً منسوباً إلى (صاحب البكور!) خلاصته أن علينا التخلص من إدمان الفول الذي ننافس المصريين فيه..
*واستشهد – عصام صديق- بالآية القرآنية في قصة موسى مع قومه (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!)..
*أي كأنما الدونية هذه هي نعتٌ رباني للفول – مع بقية المذكور من البقوليات – مع أن الكلام ورد على لسان موسى عليه السلام..
*وما نحمد الله عليه كثيراً أن مهندس سياسة البكور لا يشغل منصباً رسمياً الآن وإلا لاتخذ (رأيه!) هذا سبيله في دنيانا عجبا..
*(يعني) بدلاً من مصيبة واحدة – هي العبث بعقارب الساعة – تكون لدينا مصيبتان بإضافة (العبث بنمط غذائنا!)..
*ثم تترتب على المصيبة الثانية هذه – أي الحرمان من الفول – مصيبة ثالثة تتمثل في (فرض!) الصمغ علينا كغذاء مذكور في القرآن..
*فعصام يصر إصراراً – ويلح إلحاحاً – على أن الـ(طلح المنضود) الوارد في كتاب الحق تعالى هو الصمغ..
*يا أخي نفترض أنه الصمغ ؛ (مش عاوزينو خالص ، مش على كيفنا ؟!)..
*أم أن التمسك بالذي هو أدنى – أي الفول – وعدم استبداله بالصمغ سوف يستنزل علينا غضب السماء ؟!..
*ثم إذا سلمنا بـ(دونية!) الفول – من وجهة نظر دينية – فإن الذي هو خير ليس صمغ عصام صديق وإنما (المن والسلوى)..
*أي هما طائر السمان، والحلوى التي تُصنع من مادة شجرية شبيهة بالعسل ..
*والمادة هذه ليست هي الصمغ – بالمناسبة يا عصام – إن كنت تظنها كذلك..
*ونخشى أن يلتقط والي نهر النيل فكرة عصام هذه فيوظف ميزانية ولايته لتوسعة مشروع السمان الخاص به ليكون بديلاً للفول..
*والخشية هنا على مواطني الولاية الذين لن يجدوا الفول من جهة – بعد تجفيف السوق منه – ولن يقدروا على (تكلفة) سمان الوالي من جهة أخرى..
*أما (المن) فربما نُفاجأ بشركة – من شركات النبت الشيطاني – تُحارب لها محلات الباسطة من أجل تسويقه تحت لافتة (الذي هو خير للمن والبركة!)..
*فيا صاحب البكور الله يهديك ؛ ما نريده هو (الذي هو خير) في مجالات المقاصد العليا للدين التي تخضع للثواب والعقاب..
*أما (الذي هو أدنى) في مجال الأكل فنحن أدرى بشؤون بطوننا ..
*فالفول (شايلنا) – بحمد الله – في زمان (الفقر!) هذا ..
*(شايلنا) حين نمسي وعند (البكور!!!).
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
