انتخابات نجيهة

[CENTER][B][SIZE=5] انتخابات نجيهة [/SIZE][/B][/CENTER][SIZE=5][JUSTIFY]

* وما إن تضغط على أزرار الريموت الكنترول لمشاهدة إحدى الفضائيات السودانية حتى يصافح عينيك وجه د. مختار الأصم رئيس المفوضية القومية للانتخابات جالساً على طاولة – لم يقبل الكثيرون وصوله إليها – لتزين الشاشة عبارة (سجل اسمك) الإعلانية التي تدعو المواطنين للتسجيل لممارسة حقهم والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بعد أن اقترب الموعد وأزف الميقات..!!

* لا يزال الاهتمام الشعبي بالانتخابات ضعيفاً ومحدوداً، فالشارع (قنع من خيراً في السياسة)، فخيبة أمل الكثيرين بعد التشكيل الوزاري الأخير جعلتهم يتعاطون السياسة في (رسائل واتسابية) معظمها ساخطة وساخرة، وحتى متابعة أخبار المشهد المحلي باتت كثيراً ما تأتي محدودة وفاترة..!

* عندما يسمع رجل الشارع البسيط والمواطن (الممكون وصابر) عن اقتراب ميقات الانتخابات أو يقرأ عن تعيينات لمناصب رفيعة أو تشكيل وزاري فإنه (بالطبع) لن يتوقع الفوز في الانتخابات لأنه لم يترشح أصلاً والموضوع برمته لا وجود له في حساباته، ولا يدخل بأي حال من الأحوال ضمن دائرة اهتماماته..!!

* على المؤتمر الوطني – الحزب القابض – والسبعة والثلاثين حزباً الأخرى التي أبدت رغبتها في المشاركة في الانتخابات وتم اعتماد مناديبها لدى المفوضية السعي لمصالحة الشعب الصابر بإعلان أسماء مرشحين بحجم الطموحات والأشواق وتقديم وجوه ﻻ نقول (جديدة وفريدة) ولكن (جادة وصادقة) تدرك حساسية الأوضاع بالبلاد في ظل حالة السخط العامة والأزمة الاقتصادية الخانقة..!

* ليس مهماً أن تسرع بتسجيل اسمك للتصويت لمرشحي الوطني و(أحزاب الفكة) والمعارضين أو تقاطع مع المقاطعين.. المهم أن تتقدم صفوف الترشيح على كافة المستويات وجوه يكسوها الخجل عندما تتردى الأوضاع وتفشل سياساتها في إحداث معالجات، فلا تتلكأ في تقديم الاستقالات الفورية فقد سئم الناس فكرة التضحية بمعاناتهم حفاظاً على مقاعد النواب البرلمانية وكراسي الولاة وحقائب المسؤولين الوزارية..!!

* ( الدولار في ارتفاع.. الأسعار بلغت عنان السماء والخدمات في القاع!)…تلك هي حقيقة الأوضاع بالبلاد الآن فإن كانت لديك استراتيجية في التنمية وخطة محكمة لإحداث إصلاح شامل وتملك فهماً اقتصادياً وإلماماً بحجم الأزمة وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وإيقاف العبث المتمدد في كل الاتجاهات ومواجهة القيادة بأن (المكابرة السياسية) تعني مزيداً من الإشكالات والضغوط الاقتصادية فمرحباً بك لاعباً أساسياً في المرحلة القادمة، أما إذا كنت ترغب في تعزيز الـ(C.V) الخاص بك بحملك لقب نائب برلماني أو مرشح رئاسي، فالرجاء الابتعاد عن الحلبة فالقصة ليست تباهياً بالتكاليف والكراسي..!

* بربكم كم عدد الأشخاص الذين نالوا لقب (وزير) في السنوات العشر الماضية؟.. طبعاً بلا شك رقم مهول وعدد كبير ربما يفوق عدد المواطنين والجماهير..!

* أثبتت التجارب المتكررة و(التشكيلات) المتلاحقة أنه لا دهشة تذكر في لقب (وزير)، فمن الأفضل لك وللمغلوبين على وزرائهم أن تبحث عن (لقب نادر) ففي السنوات الأخيرة شاع المنصب وحمل الصفة بعض الذين يخصم وجودك معهم في قائمة واحدة من رصيدك.. (ودونكم أهل المواقف المتقلبة ومكر العقول المتثعلبة)..!

* نخشى تبخر بحار التفاؤل ونحن ندخل مرحلة جديدة من عمر البلاد.. لا أحد لديه الرغبة في رفع سقف التوقعات.. ولكن الخوف من فوز أسماء تعيد ببراعة إنتاج ذات الأزمات، مع العلم أن معظم القادمين من صفوف المؤتمر الوطني – الذي يعتبر بحسابات السيطرة والجاهزية الأكثر حظاً – معظم هذه الوجوه تنفذ سياسات موجودة أصلاً قادتنا للنفق المظلم الذى نحن فيه الآن.. ندرك حقيقة أن من ستأتي بهم انتخابات 2015 لا يملكون (عصا موسى) ولكننا نطالبهم فقط بعدم ركوب موجة (الفرعنة)..!

* ندرك جيداً أن المياه الكثيرة التي جرت تحت الجسر في السنوات الأخيرة لن تحمل تغييراً كبيراً رغم تلاطم الأمواج فلا تحلموا برى الظمأ من سراب بقيعة.. ومن الأفضل (لكم ولهم) عدم التركيز مع ذهاب (أحمد) ومجيء (حاج أحمد) حتى لا تتضاعف الفجيعة..!

أنفاس متقطعة

* ما يميز الانتخابات في السودان أن (النقة والمناقرة) أكثر من (طرح البرامج والترويج للأفكار)، ونأمل هذه المرة أن تأتي الانتخابات (مخدومة وكاملة الإعداد والجيهة) فقد سئمنا من (انتخابات النجيهة)..!

* ليس مهماً أن تقام الانتخابات في موعدها، ولكن المهم حقاً أن يكون المرشحون والناخبون في الموعد..!

* أستغرب حقاً لوزراء الظل الذين لم يسمع الناس لهم بإنجازات وﻻ يعرفون وجوههم في الطرقات بينما ظلوا طوال فترة التوزير مشغولين بالسفر والنثريات والمخصصات..!

نفس أخير

* يا محمد أحمد همتك

صوتك أمانة في ذمتك!

[/JUSTIFY] [/SIZE]

ضد التيار – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version