خرج إلى الإعلام هذه المرة عبر منبر التنوير المعرفي، النسخة من فعاليات المنبر التي جاءت تحت عنوان، تعميق إسلام النظام الاقتصادي، فقدمه المنبر تحت لافتة الخبير الاقتصادي.. إنه البروف التيجاني عبدالقادر أحد فرسان منابر شباب الإسلاميين على صدر السبعينيات.. وأحد رؤساء اتحاد جامعة الخرطوم في العهد الذهبي.. ينحدر صاحب معزوفة (الجماهير آكلة التسالي) من بادية شمال كردفان.. كان من الكوادر التي يعول عليها الإسلاميون كثيراً عند ارتيادهم منابر الدولة، وقد عهد إليه في بادئ الأمر تأسيس وإدارة معهد الدراسات الاستراتيجية.. فانخرط بالفعل في هذا المضمار، غير أن المعهد لم يجد الاهتمام والموارد والإمكانات اللازمة.. فلم يملك ابن كردفان إلا أن يخرج مبكرا من منظومة الإسلاميين تحت عنوان طلب العلم.. فأذن له شيخ حسن بالخروج فخرج ولم يعد حتى الآن إلا لحضور بعض الأنشطة والفعاليات غير الرسمية.. وكأني به يمتطي تراثية باديته الكردفانية الأثيرة:
زوﻻ سرب سربه.. خت الجبال غربه
أدوني لي شربه.. خلوني النقص دربه
كباشي كان يرضى يوصلنا ود بنده
هكذا خرج دكتور تيجاني عبدالقادر مبكرا ضمن مجموعة آثرت الابتعاد منذ وقت مبكر. يتساءل إخوانهم بالداخل كلما أرهقتهم المسيرة المضنية.. بالله ياطير المشارق هل عرفت لهم أثر.. بيض الوجوه كأنهم رضعوا على ينابيع القمر.. إخواننا رحلوا وماتركوا خبر !!
وإذا تحدث دكتور تيجاني فاستمعوا له.. فغير أنه رجل صاحب أفكار كبيرة وخبرات أكاديمية مميزة، فهو ظل يراقب مسيرة إخوانه من خارج الإطار وبطبيعة الحال له ما يضيفه.. فعلى الأقل إن الأطروحة التي خرج بها مؤخرا من خلال منبر التنوير المعرفي تستحق القراءة والتوقف عندها طويلا.. وذلك بعد أن أعيتنا عمليات الزراعة والإنتاج.. وهي تتلخص في رؤية استئجار مشروعات بأكملها إلى شركات عالمية وبيوت مال خبرة دولية مقتدرة.. على أن تأتي هذه الشركات بتقانتها وبذورها ورؤيتها وفق شراكة إنتاجية متفق عليها من قبل شركاء العملية الزراعية.. والتفصيل الأخير من عندي..
وأعني بشركاء العملية الزراعية ملاك الأرض من جهة وحكومة السودان من جهة والمستثمرين من جهة ثالثة.. وسبق أن طرح أحدهم فكرة صادفت رواجا وقبوﻻ، وهي تستهدف استنهاض مشروع الجزيرة على سبيل المشروعات المتعثرة.. تقول الرؤية باستحالة استمرار إدارة مشروع بمساحة مليوني فدان بإدارة مركزية واحدة.. افترضت الرؤية تقسيم المشروع إلى عشرة مشروعات مساحة كل قطاع مائتي ألف فدان.. على أن تستقدم كل القطاعات شركات ذات كفاءة عالية وخبرات تراكمية وفق معادلة متفق عليها من قبل شركاء العملية الزراعية.. ويمكن أن تتسع الفكرة لتشمل المشاريع الأخرى بالقضارف والشمال والشرق والغرب و.. و..
مخرج.. فنحن أمة سلالة ملوك ومكوك وسلاطين من دار مساليت مرورا بأرض السلطان علي دينار.. إلى عمارة دنقس بالنيل الأزرق إلى العبدلاب بقري وأرض المك نمر وصولا إلى مملكة الميرفاب و.. و.. فمن كان من السودانيين بلا مك أو سلطان أو شرتاي فليرمها بحجر.. فالملوك وسلالاتهم ﻻ يزرعون وﻻيحفرون وﻻ ينبغي لهم !
فقط يضعون تيجانهم وعمائمهم على رؤوسهم ويتربعون ويتحدثون وينظرون.. فالأجدر والحال هذه أن نأتي بشغيلة من الخارج، ليفلحوا لنا الأرض ويعمروا وينتجوا ويطعموا!!
[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
