لا زالت الخرطوم تقرأ.. وهذه وحدها بشارة كما أنها دلالة على أن للصحافة الورقية بعض وقت وبعض عمر وبعض مقالات لم تكتب بعد.. ولولا الالتباس الذي صاحب مقالي ليوم الأربعاء الفائت لما وقفت على حجم الإطلاع الكمي والنوعي في وقت واحد.. فتدفقت على هاتفي الاتصالات التي تفتأ تخبرنا بأن التيجاني الذي عنيته في مقالي ليس هو التيجاني عبدالقادر رئيس اتحاد جامعة الخرطوم الأسبق.. والكادر الإسلامي الكردفاني المهاجر منذ صدر التسعينيات و.. و.. وإنما هو الدكتور التيجاني عبدالقادر رجل الصكوك الأشهر والمستشار التاريخي لعدد من وزراء المالية في هذا المضمار.. ابن بحر أبيض الذي يحمل خبرات اقتصادية وبعض رؤى فكرية جهيرة وجريئة لصالح النهضة الاقتصادية.. وتعود قصة الالتباس إلى ذلك الخبر الذي خرجت به عدة صحف منذ نحو أيام.. الخبر يقول.. لقد طرح الدكتور التيجاني عبدالقادر عبر منبر التنوير المعرفي في نسخة انعقاده الأخيرة فكرة إيجار المشروعات الزراعية لشركات عالمية مقتدرة وذات كفاءة وخبرة.. وصادف أن وجدتْ هذه الرؤية هوى في نفسي لتوافقها مع أطروحة لي قديمة جديدة.. تقضي بأن تنهض علاقة إنتاجية واضحة المعالم محددة الالتزامات بين القدامى والقادمين والمستقدمين.. وأعني المستثمرين وملاك الأرض والحكومة وذلك وفق رؤية مرضية للجميع و.. و..
ثم خرجت الملاذات أمس الأول تعضد الفكرة وتعيد طرحها على أن صاحب الفكرة هو الكادر الإسلامي التيجاني عبدالقادر.. لينبهنا الكثيرون إلى أن صاحب الرؤية ليس هو صاحب بادية كردفان، وإنما هو ابن بحر أبيض ورجل اقتصادي آخر معروف يحمل ذات الاسم.. وقد زودني الأخ الصديق الطاهر حسن التوم بهاتف الرجل للتواصل (حتى تكتمل الصورة).. وبالفعل اتصلت بدكتور التيجاني واعتذرت للبس الذي حدث.. فكان الرجل كبيراً كما أفكاره، وهو يقول إن هذا لا ينتقص من قدر الفكرة.. بل إنه قد احتفل بالمقال على أن العزاء والأمل يكمن في أن أطروحاتهم (لا تقع واطه) طالما أن هنالك من يحتفل بها ويعيد قراءتها ونشرها وانتشارها و..
وتركنا بيننا موعداً وأملاً للقاء حتى نقف على أطروحات دكتور التيجاني عبدالقادر أحمد عن قرب ونبشر بهاء.. كما هي وصية الأخ البروفيسور أحمد مجذوب.. بأن على الصحافة بكل وسائطها أن تكون عوناً وسنداً، وتساهم بتهيئة الرأي العام للنهضة المحتملة.. لتبث بشارات الأمل وتحرض وتحمل المواطنين إلى الحقول والمزارع، وكل مظان الإنتاج.. وكان سعادة البروف واحدا من الذين صححونا ونبهونا لأطروحات الدكتور تيجاني ذلك لكونه زامله بوزارة المالية عندما كان وزيرا بالوزارة و.. و..
ثمة شيء جدير بالاستذكار في هذا السياق، وهو أن النهضة عبر الحقب والمسيرة الإنسانية غالبا ما يرسم ملامحها المفكرون والمخططون والمصلحون.. فحسن أن تنفتح الجهات الرسمية إلى منابر التنوير المعرفي وماينتجه المجتمع المدني من أطروحات وأفكار.. فلعمري لن تنجح الحكومات التي تستمع فقط لصدى صوتها في القاعات المغلقة.. على أن قولها الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديها وخلفها.. ولنا أسوة حسنة بإمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله.. فلما فرغ من كتابه الموطأ.. كتابه المنهج.. قال قولته المشهورة التي سارت بها الركبان.. قال: قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب.. فلئن وجدتم فيه خيرا وحقا فخذوا به.. وإن رأيتم فيه خير ذلك فاضربوا به عرض الحائط.. فكل الناس تخطئ وتصيب إلا صاحب هذا القبر وكان يومئذ بالمدينة، وهو يشير إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم افستغفروه.. قوموا لزراعة حقولكم وإنتاج قوتكم وبناء مشروعكم ..
[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]
