مؤشرات

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] مؤشرات [/B][/CENTER]

منذ مطالع يوليو الماضي هنالك مؤشرات تقع في فترات قصيرة ضمن محطات صغيرة لكنها ترهص بنذر تحول ما، هذا التحول المنتظر من المأمول أن يعيد السودان مشاركاً فاعلاً في التوازن الإقليمي والاستقرار المحلي، ولكي لا يكون تحليلي غائماً ومبهماً وقائماً على الأمنيات الشخصية أستعرض هذه المؤشرات منذ مطالعها في يوليو هذا الأسبوع، فقد كانت أول تلك المؤشرات قرار السودان بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية الأمر الذي قوبل بارتياح خليجي غامر وبحراك محلي على مستوى الشارع والمساجد، تمخض عنه أداء رئيس الجمهورية لمناسك الحج وطب ملفات الخلاف مع الشقيقة السعودية فانفتح باب أمل كبير في مدخله الاستثمار والتنمية والتعاون المصرفي والتحويلات فانخفض سعر الدولار تلقائياً فتنفس الناس بأمل جديد.
في غضون ذلك انعقد مؤتمر الاتجار بالبشر بحضور أوربي كبير ضم ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا ومن المقرر أن يتخذ مؤتمر روما الموسع في الشهر القادم من مؤتمر الخرطوم مرجعيته الأساسية في القرارات التي سيخرج بها من روما.
في الثلث الأخير من أكتوبر استضافت القاهرة قمة دافئة بين الرئيس البشير والمشير السيسي اتسمت تلك القمة بالوضوح والصراحة وأعادت ترتيب وادي النيل بنسق يتكامل جدلياً مع المصالح الحيوية للبلدين، وكانت سبقت تلك الزيارة حملة إعلامية ضد مواقف السودان لكنها توقفت تماماً وتبدلت لمواقف نقيضة عقب توجيه الرئيس السيسي للإعلام المصري، فلم ترصد الدوائر السودانية المختصة مادة إعلامية سالبة عقب الزيارة بل برزت اتجاهات إيجابية جديدة لرموز مصرية إعلامية واستراتيجية وازنه رسمت خطوطاً جديدة لمسار متجدد في ظل مصالح لا تتغير فطالعنا مقالات للدكتور هاني رسلان ولنبيل عبد الفتاح حتى أسماء الحسيني كتبت بمحبة مقدرة.
في تصريح قاطع لتلفزيون (بي بي سي) العربي قطع رئيس الوزراء الليبي بأن السودان لا يدعم أي فريق ليبي ضد فريق اخر وأوضح أن حكومته ستقبل بأي مبادرة سودانية لحل الأزمة الليبية، جاء ذلك عقب زيارته للخرطوم ووقوفه على حقائق الأمور فتراجع مفهوم الدور السالب للسودان في الأزمة الليبية وبرز دور جديد نسأل الله أن ينعقد له لواء النصر لتقطف ليبيا ثمار ثورتها العظيمة.
لم تنقطع وتيرة المؤشرات فقد طعالتنا الصحف بمحادثة هاتفية أجراها وزير الخارجية الأمريكي بنظيره السوداني الأستاذ علي كرتي، لم تكن المحادثة بالطبع تعبر عن الشوق والصداقة الشخصية بقدر ما كانت تتفاءل بإمكانيات جديدة لحوار أمريكي سوداني يقوم في ضوء معطيات جديدة بعد قطيعة وتوتر، وبدا لي يوم أمس أن هنالك دوراً أمريكياً في المفاوضات الجارية بأديس أبابا بإعادة الحركة الشعبية للمنطقتين وتخفيفها من الحمولة الكبيرة التي تضعها على ظهرها على مسؤولية أصحابها.
الآن تجري الاستعدادات الكبرى لتحضن الخرطوم (المنتدى الروسي العربي) الذي يقوده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الخرطوم في الفترة من 2-4 ديسمبر القادم بحضور الجامعة العربية وأمينها العام و22وزير خارجية عربي في أكبر اصطفاف عربي استثماري روسي عربي حاضنته الخرطوم وفضاؤه العالم العربي كله.
كل هذه المؤشرات تؤشر لدور مهم سيضطلع به السودان وكل ذلك سيساعد على ترتيب منزله ليكون على مستوى ذلك التوازن الكبير.
[/JUSTIFY][/SIZE]

أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني

Exit mobile version