لا تعاطف مع الداخلين بالباب الصغير

[JUSTIFY]
لا تعاطف مع الداخلين بالباب الصغير

وقعت اليوناميد في خطأ تكتيكي فادح حين حاولت استخدام ملف حساس.. ملف شرف وعرض.. وقعت في خطأ حقيقي لأن ثقافة المجتمع السوداني بشكل عام حاكمين أو معارضين هي ثقافة محافظة لا تقبل الثرثرة غير الموثوقة في قضايا الشرف والعرض ولا تقبل بأي حال من الأحوال دخول عناصر اليوناميد إلى القرى والبيوت من (الباب الصغير) أو باب (النسوان)..

إنهم لا يعرفون السودانيين جيداً ويلعبون بالبيضة والحجر.. ويتخيلون بحسب طبيعة ثقافتهم (الفاكة) أن تقع جريمة اغتصاب لهذا العدد من النساء الكريمات العفيفات في قرية سودانية ثم ينتظر رجال تلك القرية الأمم المتحدة لتأخذ لهم حقهم بعد تحقيقين..

لأنهم لا يعرفون أن السوداني حين يكون الحديث عن عرضه وشرفه فإن قانونه الخاص لا ينتظر حتى صافرة النجدة.

ولا يعرفون أن السودانيين (الرجال بالجد) لن يقبلوا أو يروجوا لمثل هذه الأحاديث بتلك الطريقة (الدبنقاوية) الديوثة.. والحديث عن جرائم اغتصاب بهذا العدد في قرية سودانية صغيرة ثم لا يكون هناك ولا حتى بلاغ واحد في دفاتر الشرطة، ولا جثة لمغتصب تعدى على شرف أهل القرية.. هذا غير معقول أن يحدث في السودان.. ونحن الذين نعرف تماماً أن مجرد وقوع جريمة إنتهاك عرض أو شرف واحدة في أي مكان في السودان فإن صاحب الشرف بعدها سيكون إما قاتلا أو مقتولا..

هذا هو الواقع ولا أحد في تلك الأرياف السودانية بثقافتها الصارمة في قضايا العرض ينتظر تحقيقين دوليين حتى يحصل على حقه في عرض بنته أو شقيقته أو زوجته..

هذا كذب وفبركة وإهانة صريحة لأهل تلك القرية قبل أن يكون إهانة للدولة أو للقوات المسلحة كما كتبنا من قبل.

المشكلة الحقيقية هي أن كل الأطراف التي تريد مواجهة النظام الحاكم في السودان تختار طريق مواجهته بالضغط على المواطن.. وهذا بلا استثناء، فالحركات المسلحة تريد أن تواجه الحكومة عبر ترويع وتقتيل المواطنين.. وكذلك أمريكا ظلت تحاول أن تضغط على الحكومة باستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية التي تعني الضغط على المواطن و(عصر زيته) كي يضغط هو على النظام بعد أن تطوق قبور الموتى محيط المدن والقرى بشواهد ضحايا الضغوط الاقتصادية..

أيضا القوى المعارضة تفرح وتبتهج لو كان مينشيت الصحف في أي صباح يتحدث عن أزمة خبز ورغيف أو غلاء طاحن أو كارثة أو وباء.. يستبشرون بمثل هذه الأخبار ويهمسون في آذان بعضهم (جماعتك خلاص قربوا.. قطارهم صفر..) إلخ، تلك الأحاديث التي تعني وتؤكد أن طريقة وخيار المواجهة مع النظام يكون عبر المزيد من الضغوط الإضافية على الناس.

لكن اليوناميد أخطأت التقدير في هذا التكتيك الغبي الذي أرادت به البقاء لفترة أطول.. أخطأت اختيار الملف لأنها زعمت زعماً مسيئاً للجاني وللضحية معاً.. بل مسيئاً لكل أصحاب النخوة والرجولة من السودانيين الذين لا يقبلون بتلفيقات تطال الشرف والعرض وقد طالعت الكثير من المداخلات والتعليقات على أخبار قضية تابت من مصادر وحسابات إلكترونية لشخصيات معارضة لكنهم يستسخفون الفكرة ويستنكرون هذا القول بشدة..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version