*يعني مثلاً مسلمة أن الصائم لا يستاك ولا يتعطر ولا يبلع ريقه ..
*من قال أن هذا من صميم ديننا الذي يتوجب علينا الالتزام الأعمى به؟!..
*وكذلك مسلمة أن صلاة التراويح هي من تمام الصوم رغم ترك نبينا الكريم أداءها بالمسجد..
*وكذلك احساس الكثيرين منا بأنها أهم من الصلوات المكتوبة..
*وأيضاً مسلمة أن شيخ فلان وعلان وفلتكان أُوتوا نصيباً من قدرة الله..
*ومن ثم فهم يهبون الذرية ، ويعالجون الأمراض ، ويبسطون الأرزاق ، ويفعلون المعجزات..
*ومن المسلمات الثقافية أن طائر البوم إذا نعق بجوار حامل فإنها ستجهض لا محالة..
*وأن الرجل إن مات له طفلان فعليه إطلاق اسم قبيح على الثالث كي يعيش..
*وأن دم الذبيحة على السيارة الجديدة يدرأ عنها النحس والحسد و(الحوادث)..
*وأن (الحجاب) بجوار الرضيع يحول بينه وبين الشياطين ..
*أما من مسلماتنا الوطنية أن بلادنا اسمها السودان و(خلاص)..
*لا أحد يتفكر في الاسم من زاوية دلالاته التاريخية لجهة العمل على تغييره..
*فهو اسم كان يُطلق – قديماً – على كل المنطقة الواقعة جنوب مصر..
*أي المنطقة التي تشمل – حالياً- أرتيريا و أثيوبيا وجيبوتي والصومال فضلاً عن بلادنا هذه..
*كان المؤرخون الإغريق يسمونها أثيوبيا أي (بلاد ذوو البشرة المحروقة)..
*ثم من بعدهم العرب سموها السودان أي (بلاد السود)..
*كما كانوا يسمونها بلاد (الأحباش) أيضاً..
*فلماذا دولتنا فقط – من بين الدول هذه كافة – التي حُصر عليها الاسم؟!..
*أو التي (رسي) عليها الاسم ؟!..
*نأتي الآن إلى تسمية أكثر قِدماً وهي التي كان يطلقها على أنفسهم ملوك النوبة..
*فأصحاب واحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض قرنوا أسماءهم بـ(النيل)..
*كانوا يتفاخرون بأنهم (فراعين النيل)..
*ومفردة نيل – للعلم – هي مفردة نوبية قديمة تعني (مورد الماء)..
*وفي النوبية الدنقلاوية – تحديداً – (ني) تعني اشرب و(نيل) تعني الشارِب..
*فبما أننا نعود إلى تاريخنا هذه الأيام – اعتداداً بحضارتنا – فلم لا نعود إلى اسم بلادنا القديم؟!..
*فلا شيء يجعلنا (نُسلم) باسم تخلص منه كل الذين كانوا يشاركوننا إياه..
*سيما بعد أن تمسك الجنوبيون – عقب الانفصال – باسم السودان..
*فدعونا – مع أعياد الاستقلال – نرمي عن كاهلنا (المسلمة) الوطنية هذه..
*ونطلق على بلادنا اسم دولة – أو جمهورية – (النيل).
الصيحة[/SIZE][/JUSTIFY]
