المنسيون هم وقود التطرف

[JUSTIFY]لا تزال المقاربات الدولية للتعامل مع ظاهرة التطرف والتشدد الدينى المفضية الى الارهاب والعنف الدموى مقاربات عسكرية بحته وهى مع نجاعتها تبدو حلا مجتزءا للازمة وستتترك اثار جانبية اخطر مما هو متوقع ولكن معالجة هذه الظاهرة يجب ان تتخذ المقاربات الاجتماعية والفكرية، ولعل هذا ما اشار اليه الرئيس الامريكى باراك اوباما الذى تقود بلاده تحالفا دوليا لمحاربة التطرف عندما تحدث امام القمة العالمية لمواجهة عنف التطرف بمشاركة 60 دولة والتى يستضيفها البيت الابيض فى واشنطون وبعد التأكيد من قبل الرئيس الامريكى بان بلاده ليست فى حرب مع الاسلام وان الارهابيين لا يتحدثون باسم مليار مسلم اشار الى الحلول عندما قال ان العمليات العسكرية على غرار الغارات الجوية منذ اشهر على تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا لا يمكن ان تشكل الرد الوحيد على “العنف المتطرف”.وشدد على اهمية الشبكات الاجتماعية، مذكرا بضرورة التصدي للدعاية الايديولوجية الخطرة.وقال “ان المجموعات الارهابية تستخدم الدعاية الموجهة جدا بأمل الوصول الى الشبان المسلمين والتلاعب بعقولهم خصوصا من لديهم احساس بانهم منسيون. هذه هي الحقيقة”

يتفق الجميع ان العمليات العسكرية ليست هى الحل ولكن السؤال الذى يجب طرحه من المسئول عن هؤلاء الشباب المنسيون فى بلدانهم الاصلية وفى حالة تنظيم الدولة الاسلامية نجد اغلبهم من الدول الغربية ، الا توفر تلك الحكومات والمجتمعات الغربية بهذا النسيان والتهميش لهؤلاء الشباب البيئة الحاضنة لافكار التطرف والارهاب ، فهؤلاء الشباب المنسيون فى بلدانهم ومجتماعتهم يشكلون اليوم القوة الاساسية لهذه التنظيمات ولديهم الاستعداد النفسى بسبب النسيان التهميش لتقبل (الوعود الزائفة للتطرف) كما اسماها الرئيس اوباما الذى جدد عبارة ان بلاده ليست فى حرب مع الاسلام ، ولكنه نسى وعده الذى قطعه مع العالم الاسلامى عندما جاء الى البيت الابيض فى العام 2009 بانه سيفتح صفحة جديدة فى علاقات الولايات المتحدة والعالم الاسلامى من خلال خطبه المشهورة فى القاهرة وجاكرتا ، ولم تتحول تلك الافكار والنوايا الطيبة فى الانفتاح وارساء علاقة احترام ومنافع متبادلة الى واقع معاش لعلاقات جديدة بدلا عن علاقات الشك المتبادل الراهنة والتوجس والتربص بالآخر التى تزيدها حوادث العنف والاسلامفوبيا والكراهية المعلنة ضد الاسلام والمسلمين كرد فعل لعمليات التطرف تزيدها توتر وتعقيدا ،وبالتالى اذا كانت الادارة الامريكية راغبة فى العمل بجدية فى المقاربات الاجتماعية والفكرية لمحاربة ظاهرة التطرف فان عليها ان تبدأ بتقويم علاقاتها مع العالم الاسلامى حتى تستقر على الحوار والاحترام المتبادل وعندها فقط يمكنها استئصال الاسباب الاجتماعية الفكرية لتفشى هذه الظاهرة التى باتت تهدد الامن والسلم الدوليين.
[/JUSTIFY]

Exit mobile version