السر في “السر”!

قبل ان نتناول الهجوم على برنامج (اغاني واغاني) بفضائية النيل الازرق من بعض ائمة المساجد وفي خطبة الجمعة خلال هذا الشهر الفضيل.. كنت ولا زلت كصحفي ابحث عن النكد والهم والمتاعب لحماية الناس منها.. وتنبيه المسئولين اليها.. وهذا جزء من مهام هذه المهنة.. اذ لا شك ان هنالك (سرا) يجذب المشاهدين لهذا البرنامج وانا على ثقة بأن هذا السر ليس هو ان البرنامج مشحون حتى النخاع ولدرجة الضيق والقلق بالاعلانات- والتي تحتاج في معظمها لدراسة ومراجعة.. واعتذار للمشاهدين- ولا اعتقد ايضاً ان السر في جلسة الاولاد والبنات حول الراجل الكبير والغناء وان كان الاولاد بينهم اصحاب (الصلع).. والبنات بينهن (المحننات) واللابسات الختم في معظم الاصابع.. مع البنطلونات و(القصص) بضم القاف) وليس السر في ان معظم هؤلاء المتغنيين والمتغنيات يشاهدهم الكثيرون لاول مرة وبعضهم في (الرمضانات فقط) وبعض الصحف المتخصصة..
وليس السر ايضاً في استضافة (ترباس) و(حمد الريح) و(ودالحاوي) وبشير عباس لاننا نعلم ان هؤلاء جميعاً عداداتهم بالملايين باضافة (فرفور) و(نادر خضر) و(عاصم البنا) و(عصام محمد نور) و(طه سليمان) و(محمود عبد العزيز)… ونحمد الله اننا لا نعرف شلة البنات ولا نعرف لهن عدادات فالبرنامج سيكلف عشرات الملايين هذا اذا اكتفى من ذكرنا من فنانين بالظهور فقط عبر هذا البرنامج المشهود له بالمشاهدة العالية ولكن.. هل ستتنازل عن حقها مجموعة (محمدية) هم يؤودن اكثر من (180 أغنية) طوال جلسات هذا البرنامج في شهر رمضان.. وربما السر في أن الاعلانات الكثيرة يمكن ان يغطي عائدها هذه الملايين والمفروض ان بعض ضيوف البرنامج من الجنسين يدفعو ا مقابل هذ الظهور المكثفلا وعرض الازياء والفنايل الخانقة والثياب الحرير ورومات الخواجات على التي شيرتات.
بقى ان نعرف ان “السر” في السر قدور وذاكرته التي يحسد عليها وتسلسل اختياره للاعمال الغنائية الجميلة.وان كنت اعيب عليه المبالغة في المجاملة وسوء الاختيار لبعض الاغاني التي لا تستحق ان تذكر ولا داعي لتسميتها وتسمية من اساء ادائها ولمن يجيد منه سوى فرقعة الاصابع وهز الرأس والرقبة والكتوف..واخيرا الضحكة” القهقهة” التي يطلقها منتج البرنامج حتى صارت جزءا مهما من الديكور.
اما الاخوة ائمة المساجد الذين تناولوا هذا الامر في خطبة الجمعة، فاقول لهم ان لكل مقام مقال وان كان لا بد من الكلام والنقاش حول الامر فليكن بالتي هي احسن وليس بالتي هي اخشن وكان بالامكان معالجة هذه الامور بطريقة يهتدي من خلالها الناس الى الاصح والافضل دون تسبيب جرح او حرج او اساءة، فالاسلوب الذي طرحت به القضية زاد من نسبة مشاهدة البرنامج وذكّر من نسى ان هنالك برنامجا اسمه اغاني واغاني يجمع اولاد وبنات يترنمون مع شاعر كبير يتوسطهم ويدندن ويغني معهم ويحثهم على الغناء, ولعل مهمة الائمة في مثل هذه الحالات تتطلب معالجة الأمر بهدوء لان القول اللين اقرب الى القلب والنفس.

محمد الياس السني
السوداني

Exit mobile version