ضد تيار التوجس ..البلد بخير …«2»

[ALIGN=CENTER] ضد تيار التوجس ..البلد بخير …«2» [/ALIGN] ** وكذلك اصطحب ماحدث بين ليلة وضحاها ، رب معلومة خير من ألف تحليل ..منذ مساء البارحة لم يعد هناك خلاف بين الشريكين في تلك القضايا التي تظاهر من أجلها المتظاهرون يوم الاثنين الفائت ، وهم الحركة الحاكمة – والمعارضة – وحليفاتها قوى المعارضة ..نعم ، تم الاتفاق على كل شئ ، ولاتصدق أي حديث غير هذا الاتفاق الذي تم بعيدا جدا عن قوى المعارضة التي لاندري بما ستطالب الحكومة في مسيرة اليوم المعلنة ..؟.. اقترح لها بأن تطالب بتخفيض سعر الليمون ، حيث بطون قواعدهم « طامة » .. المهم ، اتفاق البارحة تم بعيدا عن قوى المعارضة ، كما نيفاشا كلها ، حيث تفاجأ بها قبل خمس سنوات زعماء قوى التجمع الديمقراطي « عبر تلفاز مقاهي القاهرة » ..وكل هذا يعني أن بيع الحلفاء بثمن السلطة ليس وليد البارحة ، بل هذا البيع من أهم سمات الحركة الشعبية ، وكل محطات نيفاشا وقوانينها المجازة تشهد بذلك ، ولكن الحلفاء للأسف بلا ذاكرة وبلا وعي سياسي ..واحتفظ بهذه الزاوية صديقي القارئ ، لحين موعد الانتخابات والذي سيأتي مرافقا – حجل بالرجل – موعد البيع الكبير، وهناك ربما تسترد قوى المعارضة ذاكرتها ووعيها ، ولكن – كالعهد بها دائما – ستستردها بعد ..« فوات الأوان » ..!!
** والفريق سلفاكير خاطب صدى مسيرة ذاك الاثنين برسالة واضحة فحواها : البشير ما يقع ، البشير لو وقع أنا ذاتي بأ قع معاه ، أو كما قال ..ثم قال الدكتور نافع علي نافع البارحة معقبا : سنتفق مع الحركة الشعبية ، وحينها ستركب المعارضة رأسها فوق كراعها .. كلاهما يعي معاني قولهما ، ولكن القوى المتحالفة مع حركته لم تفهم تلك المعاني بعد ، ولن تفهم الا ضحى الاقتراع المرتقب ، حيث لايجدي الندم ، أي بعد أن يتجلى شكل التحالف الذي يجعل « البشير ما يقع ولا سلفاكير يقع معاه » .. انها السياسة يا سادة يا كرام ، حيث تخلو من الوفاء الدائم وكذلك تخلو من العداء الدائم ، بيد أنها تضج بالمصالح الدائمة ، ولذلك أسماها خبراؤها ب « اللعبة القذرة » ..هكذا سميت من قبل الخبراء ، وليس من قبل زعماء قوى المعارضة الذين يخدعون أنفسهم بأن مصالح الحركة الشعبية الحاكمة في « تحالفها معهم » ..هكذا يخدع الزعماء أنفسهم وقواعدهم منذ خمس سنوات ، وحال خداعهم لأنفسهم أمام ذكاء الحركة الشعبية لايختلف كثيرا عن حال المطرود من منزله أمام مؤازرة الطارد التي تكون من شاكلة : خليك في الشارع ، وخلي لي بيتك ده عشان أحميك من الشمس والحرامية ..أو هكذا تعدهم الحركة بين الحين والآخر منذ خمس سنوات ، وهم يصدقونها كل مرة ، بل يتوهمون أيضا بأنها تحميهم من لظى المؤتمر الذي يحرص عليه الفريق سلفاكير ..« لو وقع أنا ذاتي بأقع معاه » ، « سنتفق مع الحركة ، والمعارضة بتركب رأسها فوق كراعها » ..لاتسمعوهما – سلفا ونافع – ولاتصدقوهما ، فان حديثهما يبكيكم يا زعماء المعارضة ، واسمعوا فقط حديث باقان وعرمان وصدقوهما لأن حديثهما يضحككم …!!
** المهم ..مايحدث حراك سياسي على شاطئ الانتخابات التي تجاوز سجلها « 15 مليون مواطن » ..أي ، أكثر من ربع الكثافة السكانية وأقل من نصفها .. هكذا يتجلى عمق البحر رقما يصعب تجاوزه و نسبة لا يستهان بها ….وشاطئ هذا البحر لايبعد عن الشاطئ الآخر الذي يقف عليه كل صناع وشهود نيفاشا – الدولي منهم والاقليمي – الا بمقدار مائة يوم ونيف ، وليس هناك خيار للقوى السياسية – الحاكمة والمعارضة – غير العبور بمراكب برامج سياسية واضحة وطموحة ، ان وجدت ..أو بتحالفات استراتيجية وليست تحالفات : سمك ، لبن ، تمر هندي .. وبما أن السلطة ، ولا شئ غير السلطة ، هي القضية الاستراتيجية لكل قوى السودان السياسية الحاكمة والمعارضة ، فالأجدى للقادة والسادة ألا يخدعوا أنفسهم بمظان أنهم يخدعون قواعدهم ، أي يجب أن تتمايز الصفوف سريعا .. فالقوى التي حكمت وتحكم غير مخبوءة ، وكذلك القوى التي عارضت وتعارض واضحة كما الشمس ..وما بين هذه وتلك تمد فرصة المنافسة يدها لذوي البصائر السياسية وليس لذوي الأبصار الذين أبصارهم ترى كل ما يملع ذهبا ، لدرجة التحالف مع « مؤسس الحكومة والنائب الأول في الحكومة » .. سبحان الله ، انها عبقريات السياسة السودانية .. انتهى ..!!
** عفوا ، قبل النهاية ، تذكرت سؤالا يؤرق أذهان المعارضين ، أطرحه للزعماء في اطار اسمع كلام الببكيك ، فحواه : بمن ستنافس أحزابكم التي تعارض هذه الحكومة – منذ عشرين سنة – المشير البشير في انتخابات رئاسة الجمهورية ..؟؟..هل مرشحكم هو الفريق سلفاكير « الما داير البشير يقع ، عشان ما يقع معاه » …؟
إليكم – الصحافة الاثنين 14/12/2009 العدد 5917
tahersati@hotmail.com
Exit mobile version