ولئلا يقفز اي شخص للحديث فالمقصود هنا غير المسلمين في السودان عامة وفي العاصمة القومية بصفة خاصة.
أقول ذلك لأن المحور الذي لا تخرج منه المفوضية منذ إنشائها والذي لم يتفضل به أحد من قبل إنشاء المفوضية كذلك لا يخرج كون الحديث عن شرب الخمر وقفل المطاعم ايام شهر رمضان وإغلاق الحفلات الليلية الراقصة التي تكون فيها الموسيقى مزعجة إلى درجة إصابة البعض بالمرض.هل هذه هي حقوق غير المسلمين فقط التي تستحق الحديث المستمر على الدوام دون ملل حتى أن بعض الناس غير الفاهمين يوقنون بأن هذه الأشياء التي يتحدثون عنها مباحة عند قبائل الجنوب؟.
قبل تناول بعض نماذج حقوق غير المسلمين التي يتعمد او يتجاهلها البعض ، اعطيكم هذا المثال الحي لأي قارئ خاصة إذا كنت سودانياً.
تحكم الدينكا بنظم إدارية مختلفة لكل منها دورها الرائد غير المنكور ولكل منها قائد لا يعصى له أمر حتى أن سلطان القبيلة أحياناً يرضخ لشروط ذلك القائد بسبب الجمهور الذي يقوده ويأتمر بأمره.من تلك النظم تسمية الأجيال ومسمي الجيل هو صاحب الأمر.
في دينكا نقوك وبقبائله التسعة لكل قبيلة جيل يحكمه ويحميه مسميه الذي هو الشيخ الروحي والفعلي.ولن اسرد كل اجيال دينكا نقوك هنا لكن اتحدث عن جيل (ميان) الذي يمثل شباب قبيلة ديل.
جيل (منقاينج) قام بتسميته الراحل شول دينق اكوي ، وكان من المفترض أن تتأهل منه الطليعة الأولى منه بداية ثمانينات القرن الماضي لكن بسبب الإضطرابات التي كانت تسود ابيي يتم تشليخ المستحقين.ويتكون كل جيل من طليعتين يتم تشليخ الأول ثم يكمل الطليعة الثانية بعد عشر سنوات وتحمل الطليعتان اسماً واحداً ويظل هذا الجيل هو المسيطر على مقاليد الأمور إلى أن يأتي الجيل الذي بعده وهكذا…
المهم إن جيل ميان ديل هذا لاحظ المرحوم دينق شول اكوي أن عدداً من الشباب صاروا يحتسون الخمر، وإحتساء الخمر هذا نتجت عنه العطالة والمشاكل (يمكنكم مراجعة سجلات الشرطة عن المشاكل القبيلة التي كانت تحدث في الفترة من 1985 1995) ويمنع التكاثر فالسكير لا يفكر في زوجته وأولاده، فما كان من قبيلة ديل سوى أن تنادت والقيادات تكاد تبكي طالبة من السيد دينق شول ضبط القبيلة فالقبيلة هي شباب اليوم.لم يكن دينق شول اكوي بأقل سخطاً من المتحدثين فموضوع إحتساء الخمر مزعج جداً بالنسبة له لأن اقرانه الكبار الذين في مثل عمره يشتمونه بنعته بضعيف الشخصية غير القادر على ضبط الجيل، فجاء القائد ونادى كل السلاطين ونادى كل منضوٍ تحت لواء منقاينج ديل واصدر قراراً ما يزال مستمراً حتى الآن: يمنع منعاً باتاً لأي سبب من الأسباب خاصة في شمال السودان شرب الخمر لأي فرد ينتمي لجيل (منقاينج ديل)، ومنذ ذلك اليوم من عام 1989م سارت الأحكام.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 981- 2008-08-7 [/ALIGN]
