وداع واستقبال

[ALIGN=CENTER]وداع واستقبال[/ALIGN] استودع الله في بغداد لي قمرا00 بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه ودعته وبودي ان تودعني 00 روح الحياة واني لا اودعه وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى00 وادمعي مستهلات وادمعه وكم تشفع في ألا أفارقه00 وللضرورة حال لاتشفعه هذة الابيات لابن زريق البغدادي ويقول النقاد انها من عيون شعر النسيب العربي ويمكننا ان نسودنها بما قاله سيف الدسوقي وغناه سيد خليفة اودع كيف ولسة الشوق بعيش فى00 اودعكم افارقكم دموع بتغطي عيني لكن آه بتزود الآلام 00 وبتبقى عشرة الايام (بالمناسبة لالاما بقدر ليست في النص الشعري انما ادخلها ابو السيد ربما لضرورة التطريب) لم اجد ابلغ و اصدق واجمل ما اعبر به عن نفسي وانا افارق صحيفة (الرأى العام) من ابيات ابن زريق فقد كنت متشبثا بها وكان بيننا حب حقيقي وما كنت أود وداعها ولكنها نفسي الامارة التي بين جنبي دائما قلقة تدعوني دوما للهجرة والترحال لمزيد من التجريب فالرأى العام مدرسة الصحافة الوطنية الاولى في السودان دون منازع وأثرها في الحياة السياسية والصحفية في السودان يحتاج لمجلدات وأحمد الله حمدا كثيرا لا انقضاء له ان جعلني من كتابها اليوميين ولمدة مجموعها عشر سنوات وسيظل هذا العقد من الزمان هو الجوهرة في سيرتي الذاتية المتواضعة جدا. فإلي احبابي أسرة الراى العام وقرائها الكرام خالص مودتي وتشكري ان استحملوني كل هذة المدة واتمنى ان يكون ما سكبناه فيها من مداد خالصاً لوجه الله والوطن واضافة لإرشيف الرأى العام العامر وستظل الرأى العام مدرسة تمد الصحافة بالمتخرجين منها جيلا بعد جيل. فنحن اليوم نطل على القراء من منبر صحفي جديد (التيار) آملين ان يكون اضافة حقيقية لمسيرة الصحافة السودانية الطويلة والمستمرة باذن الله وان كنا متحفزين لتقديم الجديد الا لن نتمثل قول المتنبي اني وان كنت الأخير زمانه لات بمالم تأت به الاوائل وبالمقابل لن نتمثل قول ابوفراس الحمداني لاهطلت على ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلاد فنحن نعلم اننا نسير على درب ممشي وطريق مطروق وكل الذي نأمله ان نشكل محطة بارزة وعلامة مضيئة في هذا الطريق لنكون امتدادا حقيقيا للذين من قبلنا ومعبدين ذات الطريق للذين من بعدنا فما الافراد مهما كانوا الا حبات في عقد الوطن ولعل هذة فرصة نحيي فيها الآباء الموسسين للصحافة السودانية ثابتين لهم فضلهم ونشد على ايدي اجيال الصحافة الحالية القابضين على جمرتها متواثقين معهم الفناء في ومن اجل هذا الوطن. لاحاجة بنا ان نقول اننا نحن المسودين لهذة الصحيفة بأننا مجموعة صحفيين ضمنا هذا (التيار) لرد دين هذا الوطن علينا متمثلين قول المتنبي(لاخيل عندك تهديها ولامال فليسعد النطق ان لم يسعد الحال) ضامين جهدنا لجهود كل القائمين على امر البلاد في كافة الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية آملين ان تكون صحيفتنا معبرة عن هموم وآمال وتطلعات العباد والبلاد وعينا ساهرة على ثغرة من ثغراته وغداً ان شاء نبدأ معك ايها القارئ الكريم رحلة جديدة من (اللت والعجن في احوال المواطن والوطن) خلاص قمنا على اللكلكة!!!؟؟؟

صحيفة التيار – حاطب ليل – 15/3/2010
aalbony@yahoo.com

Exit mobile version