والأحكام الصادرة ضد المخالفين ليست هذه الأعراف فقط، فالقادة للقبيلة فطنوا إلى تحايل بعض الناس، فالقبيلة ليست محكومة بالكجور كلها فبعض الناس معروفين عنهم اعتناقهم المسيحية وكذلك فهناك مسلمون وسط القبيلة وغيرهم من الذين لا يعترفون باي دين.. فهؤلاء ايضاً ما داموا ولدوا في القبيلة ويتمتعون بكل الحقوق الأخرى مثل الحماية والتعاضد فهم ايضاً يستحقون الدخول تحت القانون المقرر من الرئيس. ولأنهم سينكرون قوة الكجور عليهم فالسلاح المستخدم ضدهم حال عصيانهم القرار هو المقاطعة.
وفعلاً أثبت القرار الشجاع الذي أصدره دينق شول أكوي فعاليته، وصادف ان بعض ابناء الذين أعلنوا عصيانهم صراحة للقرار توفوا الواحد تلو الآخر واما من بقي على قيد الحياة وهو يتناول الخمر فهو يمشي وحيداً حتى انه لا يزوره أحد فيعود الى تطبيق القرار لوحده تائباً.
ذكرت هذا المثال، واكرر، حتى يعرف كل شخص بأن القوانين التي يتحدث عنها الناس موجودة في الأعراف ويمكن ضبط المجتمع بها، وللذي يريد التحري مما أقول إذا صادفك شخص يقول بأنه ينتمي لدينكا نقوك فإذا كان من قبيلة ديل إسأله هذه الحقيقة.
في الوقت يعتبر شباب منقاينج ديل في دينكا نقوك من أفضل الناس فأغلبهم تجدهم مشرفين على أسرهم ومحترمين. إذن، فما حدث لم يكن للحكومة علم به لكنها ساعدت في الضبط.
إذن، فإن موضوع الخمر إذا أخذناه كمثال ليس حقاً لكل غير المسلمين لأن بعض القبائل فيها قوانين صعبة تسير بها ابناءها من غير انتظار الشرطة. وأتناول هذا الجزء لشعوري بأن بعض المتحدثين باسم غير المسلمين يبرزون مطالبهم التي يريدونها متذرعين بالإنتهاك.
هناك حقوق مهمة جداً لغير المسلمين تتعرض لانتهاكات بطريقتين: عن جهل وعن عمد. مثال واحد أعطيه يتمثل في بعض القضايا المتعلقة بأعراف القبائل التي فيها نظام إعالة زوجة المتوفي من قبل الشخص الحي فكيف يتعامل القانون السوداني مع الذين يولدون بعد وفاة آبائهم سنوات، والنسب لهم، هل هنا يصح نسب الطفل للأب الذي ولده من أمه أم للاب الذي تحمل المرأة اسمه. مثال آخر يحدث للذين يحصل خطأ في كتابة اسمائهم بسبب الكاتب غير الملم بمخارج اصوات قبيلة ذلك الشخص مما يسبب تعباً في إيجاد مستندات جديدة، وهناك ظاهرة التسمية المزدوجة (مثلاً احدهم عبدالله دينق او مايكل دينق يظهر ذلك في المستند اسمين وهو في الحقيقة اسم واحد مما ينتج عنه مشكلة كبيرة خاصة في التوريث والشهادات).. والأمثلة كثيرة لحقوق غير المسلمين التي لا يتطرق لها المعنيون بها في حين يتم التركيز على موضوع اصلاً إذا رجعنا إلى قادة هذه القبائل لوجدنا الحل موجود لديهم دون تدخل السلطات العليا.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 983- 2008-08-9[/ALIGN]
