نتيجة هذا الرفض قام الزراف بمنع الكروان القيام بأي شيء في الجو غير الطيران فقط.وقد جاء أمر السماح بالطيران للكروان مقابل سير الزراف وشرب الماء من على الأرض وما عدا ذلك فالزراف لا يتناول أي طعام على الأرض فيما لا يحط الكروان رجليه على شجرة أو ما شابهها.
وقصة الزراف مع الكروان ليست الأولى التي تجمع بين طائر في الجو وحيوان بري يمشي على اليابسة.فأشهر القصص التي لا تكاد أغلب المجتمعات خالية منها هي أسطورة أيام المجاعة الطاحنة عندما قل الغذاء فنشب نزاع على الموارد بين الطيور والحيوانات الراجلة.وتحكي القصة بأن الحيوانات اجتمعت في مجلس لها وكذلك الطيور ، وعزم كل فريق على طرد الفريق الآخر حتى يكفي الطعام المتوفر الفريق الفائز.وفي يوم معلوم نشبت الحرب كانت فيه الكفة لصالح الحيوانات الراجلة، وفي ذلك اليوم يقال بأن الوطواط عندما أحس بميلان الميزان لصالح الحيوانات انضم لها وحارب ضد الطيور فهو عد نفسه منها … ولما لا وهو له أذنان وأسنان وجلد؟.وفي اليوم الثاني أعادت الطيور تنظيم نفسها وهاجمت الحيوانات وطردته من مكان الغذاء وعنده حارب الوطواط مع الطيور ضد الفريق المهزوم ولما لا وهو يطير وله ريش؟.وتمضي القصة مفيدة بأن موسم الجوع عندما انتهى فكر الفريقان في موضوع الحرب التي نشبت بينهما ولماذا يستمر الخصام ما دام السبب قد زال؟، وفعلاً جلس الفريقان وتفاهما ووصلا إلى اتفاق وقف العدائيات وتم توقيع الهدنة بسلام مشروط من الطرفين أن يطرد الوطواط فليس له فريق محدد من بين الفريقين.
ومنذ ذلك اليوم ظل الوطواط بعيدا عن الأعين لا يخرج إلا ليلا ، لكنه ما يزال يحتفظ بطبيعته فهو يطير ويأكل بالأسنان وينجب صغاره وله جلد وله شعر وأذنان.
المهم … يزعم الدينكا بأن الكروان بسبب اتفاقه مع الزراف على ما أقسما عليه لا يتناول أي شيء في الجو حتى ولو كان فوق شجرة وإلا مات، وعلى الطرف الآخر فالزراف يكتفي فقط بشرب الماء الجار على الأرض وما عداه فهو مهدد بالموت.
ما لم يقله الدينكا أو يفسروه هو لون بيض الكروان الذي من الصعب أن تميزه من التربة التي يكون عليها.إلا أن الكروان نفسه يعتبر منبه جيد لأي مار ليلي يشق الميادين الواقعة أمام المنازل فيحتاط البشر.
لويل كودو – السوداني
13 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com
