في انتظار شداد

[ALIGN=CENTER]في انتظار شداد [/ALIGN] بنفس عقلية شيخ الطريقة، وبنفس عقلية زعيم القبيلة، أصبحت رئاسة الحزب في السودان تنتهي بالممات (إن شاء الله بعد خرف)، وتحول ذات الأمر إلى الرياضة، فأي إداري رياضي في أي موقع تنقسم حياته إلى فترتين، فترة في الوظيفة الإدارية الرياضية وفترة في محاولة العودة إليها إذا أُخرج منها. نظرة فاحصة للذين يتنافسون على مقاعد الاتحاد السوداني لكرة القدم نجدهم من الذين أمضوا زمناً طويلاً في العمل الإداري الرياضي، ولايوجد بينهم شاب لابل ليس لديهم حتى برامج يطرحونها لكي تحملهم للمواقع القيادية في الاتحاد. إن جينا للحق المناصب الرياضية في كل العالم تسودها (الكنكشة)، فهافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السابق أمضى في المنصب عقوداً من الزمان، وجوزيف بلاتر رئيس الفيفا الحالي، أمضى حتى الآن اثنتي عشرة سنة وقال إنه يسعى للبقاء في ذات المنصب لغاية عام 2022م، علماً بأن عمره فوق السعبين، فالمنصب يغري بالكنكشة.. بلاتر اعتذر عن مقابلة أوباما وساركوزي بحجة أن جدول أعماله لايسمح.. بلاتر اليوم يهدد (أجعص) حكومة تحاول التدخل في أهلية الرياضة، فقد أجبر الرئيس النيجيري على (بلع) قراراته التي حاول أن يعاقب بها فريق الكرة في بلاده، كما أجبر البرلمان الفرنسي على الإنحناء لتحذيراته. قبل أن يغادر منصبه كأمين عام للأمم المتحدة قال كوفي عنان إنه يحسد بلاتر على طائرته الخاصة، والأموال التي تتدفق بين يديه، وعدم انشغاله بالحروب والمجاعات. عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) أمضى زمنًا طويلاً ومازال يبحث عن المزيد. في السودان نجد الدكتور شداد- الذي بزغ نجمه الإداري منذ سبعينات القرن الماضي- يسعى الآن جاهداً لمنافسة تلاميذه على منصب رئيس الاتحاد الذي أمضى فيه تسع سنين. دكتور شداد خبير كروي مافي شك، شداد رجل نزيه مافي شك، وذو مكانة عالمية مافي ذلك شك، ولكنه أصبح مشغولاً بعلاقاته الدولية وترك أمر الكرة السودانية نهائيًا ففي عهده لم ينل السودان إلاّ كأس سيكافا في 2006 وهو كأس متواضع. شداد يقول إن اللاعب السوداني (تعبان ومتخلف) لكنه لم يوضح لنا ماذا فعل اتحاده لتطوير هذا اللاعب.. لم تفد أسفار شداد، ولا ترسانة القوانين التي يفهمها جيداً، ولا محاولته لتأديب الهلال والمريخ، الكرة السودانية وإن جعلت منه رمزًا رياضيًا كبيرًا. كنا نتمنى أن يترك شداد هذا المنصب طائعًا مختارًا لتلاميذه من أمثال معتصم جعفر، ومجدي شمس الدين، واسماعيل عطا المنان، والطريفي وغيرهم حتى يرى ثمرة غرسه.. يتركهم لكي يضخوا دماء جديدة في مسيرة الكرة السودانية لكنه للأسف لم يفعل، وهاهو اليوم يهدد باللجوء للفيفا إذا تم استبعاده بحجة أن القانون لا يمنع الاستمرار في المناصب القيادية لأكثر من دورتين. نتمنى من القلب أن لايفعل شداد ذلك، فالسودان لاينقصه شيل الحال في المؤسسات الدولية وكفاية أوكامبو واحد، فشداد منجم خبرة وعالم لايُشق له غبار ويمكن أن يفيد وطنه في أي موقع آخر، ولا يليق به أن يكون مصدر عكننة وكم سيكون جميلاً لو ترجّل بدون إزعاج؛ فالكرة السودانية ليست تلك التي من جرائها يسهر الخلق ويختصم.

صحيفة التيار – حاطب ليل- 23/7/2010
aalbony@yahoo.com

Exit mobile version