أقدم محارب سوداني(عايش).. بلا معاش ..للمرة الثانية …. (ما شفت عوض) يا وزير الدفاع؟!!!!!!!

[JUSTIFY]ليس لدينا أكثر من التاريخ الذي نراهن فيه على العزة ونعتد فيه بالشجاعة والإرث الوطني الباذخ، والقوات المسلحة التى وقف الشعب السوداني الأسبوع المنصرم دقيقة تحية لعطائها واعترافا بفضلها وإحساساً بما قدمته وظلت تقدمه فى سبيل الحفاظ على هذا الوطن، نربأ بها ان تكون ضنينة على من قدم لها النفس والنفيس فداء لعزة هذا التراب ناهيك عن من نتحدث عنه اليوم.
نحن سيدي لا نملك أكثر من التاريخ ولا اعز من القيم ولقد أوجعنا جدا ان أقدم (محارب سوداني) قدم نفسه فداء لهذا الوطن منذ ان كان (الكاب ريش نعام) والميري دمورية من (كراهانات شندي).
هل تصدق عزيزي وزير الدفاع ان الجاويش عوض إدريس محمد عمر أقدم محارب على قيد الحياة الآن يعيش بدون (معاش) وان قدميه اللتين باتتا لا تقويان على الحركة قد خارت قواهما بعد ان حفيت أمام المكاتب لانتزاع حقه الممهور بالسلوك القويم وكل قيامات الدفاع والهجوم، وأنت خير العارفين بان الجاويش هو( مسمار نص المعارك والدواس) .
السيد وزير الدفاع انه الشاويش عوض حامل النمرة (12080) تعلمه جيدا، سلاحه (بلوك الهجانة)، التحق بقوة دفاع السودان فى العام 1934 وهو المولود فى 1909، هو باختصار أقدم عسكري سوداني على قيد الحياة، على صدره أوسمة وأنواط عسكرية رفيعة أشهرها (نجمة افريقيا، وميدالية الحرب، وميدالية الدفاع وميدالية الخدمة الطويلة الممتازة وميدالية الخدمة السودانية وميدالية حسن السلوك ونيشان الصليب الأحمر).
ونعلم ان للأنواط العسكرية امتيازا وتحفيزا وان مثل عمنا عوض الذي ضرب المدفع المورتر قبل ان تعرف الجيوش الـ (الاس بي جي 9)، جدير بان يكون محط اهتمام واحتفاء لأنه قدم أروع الأمثلة فى شجاعة وبسالة الجندي السوداني،إذ شارك فى الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) ضمن قوة دفاع السودان كاستخباري يتقدم الصفوف ، ويشير إلى مواقع العدو معرضا نفسه للخطر ومانحا جيشه السلامة، فقد أوكلت له مهمة الاستطلاع والاستكشاف المتقدم إبان الحرب ضد الطليان، وكان ضمن أبطال (معركة كرن) الذين غنينا لهم (يجو عايدين، وكرن السلاح رطن)، وقد كان جزءا من القوة التى طاردت الطليان بموازاة البحر الأحمر حتى الإسكندرية ومنها إلى ليبيا.
وما أدراك ما ليبيا سيدي الوزير فقد سطر فيها الرجل تاريخا ما زال يحكي هناك، فقد قتل الشاويش ضابطا انجليزيا برتبة (البرقدير) اعتدى على شرف فتاة ليبية وأخذها عنوة إلى سكنه، وما ان استغاثت الفتاة حتى استجابت النخوة السودانية ، وما ان وجدها عمنا عوض تقاوم الفك الانجليزي المفترس حتى اخرج بندقيته وأودع ثلاث طلقات فى صدر الضابط الانجليزي وارداه صريعا فى الحال، وكان رده أثناء محاكمته العسكرية بان ما دعاه لقتل الانجليزي حسب قوله: (أنا سوداني إفريقي عربي مسلم وهذه الفتاة أختي فى العروبة والدين)،القصة طويلة سيدي الوزير ولكن أنصفه الانجليز حينها ونظلمه نحن الآن فقد تم تكريمه ومنحه نيشان ونضن عليه الآن بحقه فى المعاش الكريم ومحض زيارة تقفون فيها على تاريخ من الجيش ما زال على قيد الحياة.
سيدي الوزير، ادري ان حفنة جنيهات المعاش لا تسد رمقا ولا (تعدل) حالا ولكنه التكريم الأدبي الذي يحتم علينا القول ان علاقة القوت المسلحة بالوفاء راسخة ولا تشبه ما يحدث لعمنا عوض لثقتنا فى ان (خوة الكاب ما حدها الباب).؟!!
[/JUSTIFY]

الراي العام – محمد عبدالقادر

Exit mobile version