د. عبد الحي يوسف : الصدقة على الكافر جائزة وفيها أجر!

بحثت عن أسماء الله الحسنى الثابتة بالكتاب والسنة ولم أجد ما يشفي غليلي فما هي الأسماء الثابتة؟ وجزاكم الله كل خير..
الجواب:
فأسماء الله عز وجل توقيفية؛ بمعنى أنه لا يجوز تسمية الله تعالى باسم لم يرد به الوحي؛ إذ العقل لا يستقل بإدراك أسماء الله تعالى؛ إذ لو كان العقل قادراً على معرفة أسماء الله وصفاته، وما يجوز أن يوصف به مما لا يجوز، لما احتاج الناس إلى الوحي، ولأصبح إرسال الرسل إلى الناس من العبث، ولذلك قال أهل العلم: الجواد لا يجوز أن يقاس عليه السخي، والقوي لا يقاس عليه الجلد، ولا يقاس على القادر المطيق ولا المستطيع، ولا يقاس العارف على العالم.
وقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر» وهذا العدد لا يراد به الحصر عند جمهور العلماء، بل المراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء، قال الخطابي رحمه الله تعالى: هو بمنزلة قولك: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب.ا.هـــ ويدل على صحة هذا التأويل الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول «…أسألك بكل اسم هو لك سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك» وفي حديث عائشة «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»
وقوله صلى الله عليه وسلم «من أحصاها» قيل: أن يعدها حفظاً ويدعو ربه بها؛ كما في قوله سبحانه (وأحصى كل شيء عددا) واستدل لهذا المعنى الخطابي بقوله ـ في الرواية الأخرى ـ »من حفظها دخل الجنة» وقيل: المراد بالإحصاء الإطاقة؛ كما في قوله سبحانه (عَلِمَ أن لن تحصوه) أي لن تطيقوه، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم «استقيموا ولن تحصوا» أي لن تبلغوا كل الاستقامة؛ فيكون المعنى: أن يطيق الأسماء الحسنى ويحسن المراعاة لها، وأن يعمل بمقتضاها، وأن يعتبرها فيلزم نفسه بموجبها. وقيل: الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة فيكون معناه أن من عرفها وعقل معانيها وآمن بها دخل الجنة، وهو مأخوذ من الحصاة وهي العقل، تقول العرب: فلان ذو حصاة، أي ذو عقل ومعرفة بالأمور.
وقد اجتهد أهل العلم ــ رحمهم الله تعالى ــ في إحصاء هذه الأسماء من القرآن والسنة، ويمكن للسائل وفقه الله أن يرجع إلى كتاب «شرح الأسماء الحسنى» للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى، أو كتاب «أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة» للشيخ الدكتور عمر بن سليمان الأشقر، أو كتاب «المنهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى» للشيخ حمود النجدي، أو غير ذلك من الكتب النافعة، والله الموفق والمستعان.

الصدقة على الكفار
السؤال:
نحن مجموعة من الشباب نعيش في الغرب وأحياناً نحتاج أن نتصدق فهل الصدقة على مساكين الكفار تجوز ولا لازم تكون للمسلمين؟
الجواب:
فالصدقة على المسكين من خصال المؤمنين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«والصدقة برهان» وأخبرنا عليه الصلاة والسلام أن في كل كبد رطبة أجراً؛ وعليه فإن الصدقة على الكافر جائزة وفيها أجر، لكن الكمال أن تعمد بصدقتك إلى المسلم؛ لأنه أولى بمعروفك وفي صدقتك عليه إعانة منك له على طاعة الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام:«أحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم، تطرد عنه جوعاً، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً» والله الموفق والمستعان.

مقاول من الباطن في مصلحة حكومية
السؤال:
أنا مهندس مدني أعمل بمصلحة حكومية بمرتب شهري وأعمل في مقاولات لنفس المصلحة من الباطن ما حكم ذلك؟
الجواب:
فلا يجوز لك ذلك؛ لأنه مظنة تهمة وفساد وتربح؛ بل الواجب عليك أداء العمل المناط بك والذي تتقاضى عليه راتباً، وفي الوقت نفسه لا حرج عليك أن تقوم بأعمال أخرى في غير وقت الدوام الرسمي ولغير الجهة التي أنت عامل بها؛ أما عملك بالمقاولات في ذات المصلحة الحكومية التي أنت موظف فيها فلا يجوز؛ لأن ذلك لا يخلو من إيثارك نفسك ببعض الأعمال التي كان يمكن أن تؤول إلى غيرك، وكذلك لا يخلو من أن يجاملك العاملون معك رغبة أو رهبة، وهذه كلها عوامل تؤدي إلى الفساد وأكل الحرام، والله الموفق والمستعان..

الجنيه بثمانين قرشاً فكة!!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، السؤال ركبت في حافلة من أمدرمان وأعطيت الكمساري 10 جنيهات وقال: ما عنده فكه!! وبعدما وصلنا السوق العربي جاب فكة من الموقف بفكوها الجنيه بـ 80 قرشاً على ما أعتقد داير أعرف أنو لما أشيل القروش من الكمساري عليَّ حاجة؟ وما رأي الدين في ذلك وجزاكم الله خيراً..
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلا يجوز استبدال العملة بأقل منها من جنسها؛ لأنه عين الربا الذي حرمه الله عز وجل في كتابه، وهو من ربا الفضل الذي انعقدت كلمة العلماء على تحريمه، وعلى المسؤولين منع ذلك والحيلولة دونه، بالعمل على توفير ما يحتاج إليه سائقو الحافلات وغيرهم، وما ذلك بعزيز.
وأما أنت فلا حرج عليك في قبض المال، لأنه حق لك ولا إثم عليك، بل الإثم على من تلبس بتلك المعاملة الربوية، أما أنت فمعاملتك معه إجارة مشروعة، والله تعالى أعلم.

الغسل في حمام سايفون
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته في منزلنا حمامان سايفون فهل الغسل فيهما صحيح؟ وإذا كانت الإجابة بلا ماذا أفعل؟
الجواب:
الغسل صحيح في أي من هذين الحمامين، والله تعالى أعلم.

صحيفة الانتباهة
Exit mobile version