[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=blue]السياسة تحاصر الختمة! [/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B]
العديل رأي والأعوج رأي.. مبدأ شعبي معروف… فعلى الذي هو في حاجة ماسة لرأي أخيه، احتمال هذا وهذا حتى يستبين الصواب وإلا فإن العزة بالإثم دائماً ما تورد العزيز موارد الهلاك… بعيداً عن أن تكون في يدك قوة أو سطوة أو جبروت.. تذكر التجرد الذي سيقف به الكل أمام الحق عزّ وجل يوم لا حصانة ولا بطانة ولا تهريج…».. هكذا كان الرجل يحادث المجموعة التي جلست إليه في تلك الأمسية وصحون «الزلابية» تزين «البساطات».. وحديث ما بعد الختمة الشهرية التي اعتاد أن يحتفي بها في ذلك الموعد يزيد الأجواء أنساً شفيفاً.. «فالقادم ليس بالشيء السهل في تصاريف الأيام والبلاد وإن حاول الكل تخفيف وقعه..».. فتحولت جلسة الختمة من الروحانيات إلى دنياوات السياسة التي صارت تغير موجات ومزاجات سالكي دروبها من موجة لموجة.. ومن «جقمسة إلى جقمسة»… فما فتيء الجالسون يثنون على البعض وينقمون على الآخر وهم يأسفون للجهد الكبير الذي مضى في ثناياه نفر عزيز من أبنائهم أعدوهم لحاجة المستقبل.. فذهبت دماؤهم هناك من أجل الوطن الموحد والأرض الممتدة.. ليجيء الزمن الذي تذهب فيه هذه الأرض دون ذلك العناء والفقد، بل إن البعض بخّس هؤلاء مسكهم الذي ذهبوا به والذي صار «رائحة فطس» بسبب الاختلاف حول السلطة والثروة.. إلا أنهم عند ربهم مخلدون ولا حول ولا قوة إلا بالله… (ودمت أيها الوطن ما دام هناك من يهب خالص النية لله).
الشركات يا أولاد الذوات
التقى به بعد زمن من الغربة وهو يدلف إلى البلاد خاضعاً لظروف العودة الضرورية… فوجد أنه أصبح شخصاً آخر فلم يملك إلا أن دفع إليه بهمز واضح «الظاهر قرابتك من ود العز أثمرت أكلها».. ولأن الآخر كان ساخراً من كل شيء، أجابه بما يشفي صدره «أيوه أيوه دي القراية والّا بلاش.. والله لا خدمتني شهادتي.. لا خدمتني مؤهلاتي.. ياها القرابة دي الفتحت لي الأبواب وصارت جواز سفر لدنيا المال.. اها يا مكدود ويا بتاع عرق الجبين ونتأكلها تعب.. إنت حالك مالو كدا؟»… ليرد والحسرة تأخذه إلى بعيد «أنا أصلي قلعي ما عندي زول يدفرني.. اها ما تشوف لي ود العز عشان نقدر نعافر معاكم…».. «بالضبط داير شنو.. حدد لي؟».. «شركة بس يا ود امي»… «من هسة جهز جيبك.. بس خليك مصحصح معاي».
آخر الكلام:
الأيام تمضي وتحمل في تداعيها أحوال الكل ولسان الحال دوام الحال من المحال… والبلاد يحاصرها ما يحاصرها.. حتى أن الألم يعتصر الصغير قبل الكبير.. والسياسة تدخل في حيثيات دقائق التفاصيل.. فقط أعينوهم يا الشركات والحسابات.
سياج – آخر لحظة – 22/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com