تحلق الناس زمرا حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستمعون إليه ، فقال: “لقد أعطي علي ثلاث خصال ، لئن تكن لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم .
فقال له الناس في لهفة وشوق : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : تزوجه فاطمة بنت النبي ص ، وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له ، وأخذه الراية يوم خيبر.”
سئل علي عن صفات الفقيه ، فقال :”من لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى ، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى ، ولم يؤمنهم مكر الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، ولا خير في فقه لا ورع فيه ، ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر .”
جاء إلى الإمام علي رضي الله عنه رجل نحيف عليه ثوب غليظ ، فجلس بين يديه وهو يقول بصوت ضعيف : يا إمام ، أخبرني عن القدر ؟
فقال : طريق مظلم لا تسلكه ، قال الرجل : أخبرني عن القدر ؟ قال الإمام : بحر عميق لا تلجه ، قال الرجل :أخبرني عن القدر : قال الإمام : سر الله قد خفي عليك فلا تفشه، فسأله الإمام قا
ئلا : أيها السائل إن الله خلقك لما شاء أو لما شئت ؟ ! أجاب الرجل : بل لما شاء ، فقال الإمام : إذا فيستعملك لما شاء .
أمسك علي بن أبي طالب بيد كميل بن زياد ، وخرج به إلى ناحية المقابر ، ثم جلسا إلى شجرة يانعة ، فقال : يا كميل بن زياد ،” إن القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن واثق ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، العلم يزداد بالعمل والإنفاق ، والمال يقل ، مات خزان المال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأقوالهم في القلوب موجودة .”
أخرج ابن عساكر عن عقبة بن الصهباء قال : لما ضرب بن ملجم عليا رضي الله عنه ، دخل عليه الحسن باك ، فقال له : ما يبكيك يابني ؟ قال ومالي لا أبكي وأنت في أول يوم من الآخرة ، وآخر يوم من الدنيا ، فقال له :يابني إحفظ أربعا لا يضرك ما عملت معهن، قال : وما هن يا ابت ؟ قال سيدنا علي :”إن أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، وأكرم الكرم حسن الخلق ، ” قال الحسين : قلت يا أبت هذه الأربع فأعلمني الأربع الأخرى ، قال علي : ” إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد ، ويبعد عليك القريب ، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه ، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه “.[/SIZE]
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
