تجديد شباب وكده

[CENTER][B][SIZE=5]تجديد شباب وكده [/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5] رن جرس الهاتف المحمول معلنا أن (شوقي للموبليا) يتصل بك، فرفعته (هالة) لتجيب وفي ذهنها تساءل وهي تحاول ان تذكر نفسها عن توريدها لشيك قيمة اليونيت التي ابتاعتها منه للعيد الماضي .. اجابت:

اهلين يا شوقي .. الليلة الطراك لينا شنو ؟

تسلل اليها صوته اللذج عبر السماعة وهو يحاول تملقها قائلا:

نحنا بتين نسينا عشان نطرأ ؟

استقامت (هالة) جالسة ووضعت كل قوة الشخصية والصرامة التي عرفت بها على طرف لسانها، لتعيد (شوقي) لحدود اللياقة التي حاول تجاوزها بهزاره السمج، فقالت باختصار: خير ؟!

لم يسمح لبرود صوتها ان يقمع الاستثارة التي تعتمل في دواخله المحبة للشمارات الحريمية، والتي ربما تاثر بها لكثرة تعاملاته مع الجنس الناعم، ومحاولته انتهاج اسلوب الملاينة والدهنسة للتودد إليهن وكسب رضائهن لـ (تسويق) تجارته .. فقال بنفس الاسلوب:

عندي ليك خبر الموسم .. المليون شوية عليهو !

قال بحزم: خبر شنو يا شوقي ؟ اتكلم ما تعلني !

اجابها بخبث: عارفة الكان معانا هنا في المحل منو ؟ وقبل ان تنتهره قال:

فضل الله !!

ارتفعت درجة انتتباه (هالة) عندما سمعت اسم زوجها، وتحيرت من السبب الذي دفعه لزيارة محل الاثاثات وهم لا ينتون شراء شيء جديد .. سألته بالحاح ان يكمل حديثه دون تطويل، فاخبرها بأن زوجها حضر إليهم في الصباح وبصحبته ثلاثة نسوة بينهن غادة مليحة وقاموا باختيار غرفة نوم وجلوس، دفع ثمنها (كاش داون) وطلب ترحيلها لعنوان تركه بطرفهم .. ثم ختم (شوفي) حديثه بجملة تقطّر خبثا:

صدقي حسيت الحكاية فيها إن قلتا اكلم هالة اختي يمكن تكون نايمة في اضان طرش !!

استدعت (هالة) صوتها الذي اختفى من هول الصدمة وسألت بصوت مبحوح:

خلاص رحّلتوا ليهو العفش ؟

نفى شوقي ذلك واخبرها بأن (الدفار يا دوبك بحمّل وحا يمشوا على العنوان)، وهنا طلبت منه ان يتمهل في ارسال عربة النقل لحين حضورها للمحل، ثم اسرعت بلفح ثوبها وحملت مفاتيح السيارة وانطلقت بها نحو المحل.

لم يكن (فضل الله) في اكثر احلامه جموحا، ليتخيل ان يلفت نظر (هالة) ابنة مخدمة المدللة، فقد كان يعمل لدى والدها ضمن الطاقم العمل في شركة الاستيراد والتصدير الخاصة به، ولكن تحول الحلم لحقيقة عندما تعلقت به (هالة) وسعت لتذليل كل الصعاب من اجل ان تضمها معه شقة في عمارة من عمائر والدها الثري .. ليس هذا وحسب بل توسطت له عند والدها ليقرضه رأس مال معقول انشأ به عمل خاص نما وتطور مع الزمن، حتى كادت ثروته بعد عقدين من الزمان ان تفوق ثروة نسيبه ورب نعمته .. خلال تلك السنوات انجبت له (هالة) اربعة من البنين والبنات كانت المتحكمة الاولى والاخيرة في حياته وحياتهم لا فرق بين زوج أو ابناء، فطبعها المتسلط الدكتاتوري الناشيء من كونها تربت كطفلة مدللة لا يرفض لها طلب، جعلها تنتهج نهج الحاكم مع الرعية مع افراد اسرتها الصغيرة.

اوقفت سيارتها خلف الشاحنة التي انهمك العمال في رفع كراتين الاثاثات عليها ودخلت للمحل .. قابلت (شوقي) الذي بدأ عليه التردد والخوف من ان يكون قد حشر نفسه في مأزق حقيقي، خاصة عندما طلبت منه ان يأمر الشاحنة بالتحرك للعنوان وانها سوف تتبعها بسيارتها .. حدث نفسه بندم (هسي كان مالي ومال كده ؟ ) ولكنه خضع لالحاحها فسارت عربة النقل ومن خلفها (هالة) التي كانت (تهري وتنكت) حتى وصلوا للعنوان فركنت سيارتها خلف سيارة زوجها الواقفة امام البيت!!

دون تردد دفعت (هالة) باب الشارع الموارب ودخلت .. تجاوزت حوش صغير تراكمت فيه اغراض توحي بأن في البيت مناسبة و(كمان ضابحين)، قبل ان تفكر في سؤال الاطفال الذين يلعبون في الحوش تناهى لاذنيها صوت ضحكة (فضل الله) المميزة التي كان يطلق لها العنان فقط عندما يكون في قمة (الانبساط) !

تحير كل من كان يجلس في الصالة من تلك المرأة التي اندفعت داخلة عليهم لا (احم ولا دستور) وعينيها تقدح شررا، إلا (فضل الله) فقط تجمد في مكانه دون ان يقوى على الوقوف على قدميه .. توجهت (هالة) نحو الغادة المليحة التي كانت تجلس بجوار زوجها

واشارت اليها باصبعها السبابة في صلف وجبروت وقالت:

الكرامة الضابحنها دي اعتبريها كرامة سلامتك مني عشان ما حا اسوي فيك فعلة تفرج فيك خلق الله !!

ثم التفتت لـ (فضل الله) الفاغر الفاه وامرته بالخروج امامها باشارة من يدها ففعل !!

كسرة:

تحيرت جارات (هالة) في السبب الذي دفعها لتغير عفش الصالون وغرفة النوم خاصتها، خاصة وانها قد قامت بتجديدها قبل اقل من عام، وعندما سألوها اجابت في غموض:

نظام تجديد شباب وكده !

[/SIZE]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

Exit mobile version