فقه وبلادة

[CENTER][B][SIZE=5]فقه وبلادة[/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5]الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية ، وقيل هو الإصابة والوقوف على المعنى المخفي الذي يتعلق به الحكم وهو علم مستنبط بالرأي والإجتهاد ويحتاج فيه إلى النظر والتأمل ، ولهذا لا يجوز أن يسمى الله تعالى فقيها ، لأنه لا يخفى عليه شئ ، قال تعالى :[ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون] وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال : سمعت النبي ص يقول :{ من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ، وإنما أنا قاسم والله يعطي ، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله } وعن عمر رضي الله عنه قال : { تفقهوا قبل أن تسودوا }. وقال البخاري:وبعد أن تسودوا وقد تعلم أصحاب النبي ص في
كبر سنهم} والتفقه في الدين رزق يرزقه الله من أراد له الخير من عباده ، وانتخبه ليبلغ عنه منهم ، فأكرم به من رزق ، وأحسن به من إنتخاب ، يقول أبو هريرة رضي الله عنه “لأن أفقه ساعة أحب
إلي من أحي ليلة أصليها حتى أصبح ، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد ، ولكل شئ دعامة ودعامة الدين الفقه ” وقال عبد الله بن عون البصري : “ثلاث أحبهن لنفسي ولإخواني :هذه السنة ، أن يتعلموها ويسألوا عنها ، والقرآن أن يتفهموه ، ويسألوا الناس عنه ، ويدعوا الناس إلا من خير ”
والبلادة هي ضد الفقه وضد النفاذ والذكاء والمضاء في الأمور ، قال تعالى [ ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها
أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون] وقال تعالى:[ ومنهم من يستمع أليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال انفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعواأهواءهم ] وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي ص على منبره يقول :{ إرحموا ترحموا ، واغفروا يغفرالله لكم ، ويل لأقماع القول ،ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون} وأقماع القول هم الذين يستمعون ولا يوعون ، والمقصود به الهلاك لمن لا يعي أوامر الشرع ولم يتأدب بآدابه ، والأقماع : جمع قمع بكسر القاف وهو الإناء الذي يجعل في رأس الظرف ليملأ بالمائع .وذكر القرطبي رحمه الله أن العاص بن وائل السهمي أتى النبي ص بعظم حائل فقال : ؛ يا محمد أترى أن الله يحيي هذا بعدما رم ! فقال النبي ص :{ نعم ويبعثك الله ويدخلك النار } فنزل قوله تعالى [ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ، قال من يحيي العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ] وخلاصة قولنا : أن عدم الفهم إذا كان لأمر جبلي ، فذلك ليس محل مؤاخذة من أحد ، ونسأل الله لنا ولمن هذا حاله العفو والعافية ، وأما إن كان بفعل الإنسان واكتسابه وذلك بتقصيره وتفريطه في تحصيل ما ينفعه من علوم دينه ودنياه ، فذلك حينئذ هو محل الذم ، وموضع الداء ، وفيه يكون اللوم والمؤاخذة ، وأنشد في ذلك الحكماء :
وعلاج الأبدان أيسر خطبا / حين تعتل من علاج العقول .. .. عافانا الله وإياكم .[/SIZE]

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

Exit mobile version