الصفة التي تقابل الرضا هي صفة السخط وهو الغضب الشديد المقتضي للعقوبة ، وهو السخط من الله ،صفة فعل الله عزوجل حقيقة على ما يليق بجلاله ومن لوازمه إنزال العذاب .
قال تعالى:[ أفمن إتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير] وقال :[ ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون] وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أتيت النبي ص في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال : {أعدد ستا بين يدي الساعة : موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من بيوت العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ص قال :{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما إبتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط}وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ص قال:{ تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه ،مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة ،إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع }
وقال لقمان لإبنه:” أوصيك بخصال تقربك إلى الله وتباعدك من سخطه : أن تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت} لذلك فالسخط عقوبة معجلة، ونذير بعذاب شديد إلا من تاب وأناب ، ومن رحمة الله بنا أن نبهنا إلى ما يجلب سخطه حتى نبتعد عنه ، ونفر منه، وذلك في المعاصي والمنكرات ، وهي أمور معلومة وواضحة ،وما على المرء إلا أن يعتني ولو يسيرا بكتاب الله ، وبسنة نبيه وبكلام الراسخين في العلم المشهورين بحسن الفهم للكتاب والسنة ، لتتضح له الأمور الجالبة لسخط الله تعالى ، ،،اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ونعوذ بعفوك من عقوبتك اللهم آمين .[/SIZE]
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
