ماذا تعني قيادة السيارة للمرأة ؟

[CENTER][B][SIZE=5]ماذا تعني قيادة السيارة للمرأة ؟[/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5]المرأة كائن ومخلوق لطيف ، في طبعه وخلقته وخلقه، هيأه الله لمهام بعينها تتناسب وتكوينه الجسدي والنفسي والذهني ، أثبت العلم الحديث أن المرأة في تكوينها العصبي تختلف إختلافا تاما عن التكوين العصبي للرجل ، فالمرأة تملك جهازا عصبيا يتميز بالحساسية والرقة في التكوين ، أما الرجل فيمتلك جهازا عصبيا قويا صلبا يمكنه من القيام بأعباءه كرجل مكلف بأعمال وأعباء تتصف بالخشونة والحاجة إلى الصبر والمرونة ، إلا أننا نجد أن الوضع عند المرأة مختلف ، فالمرأة بحسب تكوينها العصبي الرقيق ، قليلة الصبر قليلة المرونة ، سريعة الإشتعال ، أي أنها سريعة الإنفعال ، لا تتحمل مشاق الأمور العملية والنفسية أيضا ، وهكذا هيأها الله، للقيام بمهام رقيقة لطيفة تتناسب وخلقتها ، فكما قال ص { كل ميسر لما خلق له } فما العلاقة إذا بين المرأة والسيارة ؟وماذا تعني قيادة السيارة للمرأة ؟ بالذات وأن قيادة السيارة أمر ليس بالهين ولا السهل المتاح ، فالعملية تحتاج إلى قدر كبير من التركيز وضبط النفس والمرونة والإنتباه والحذر بل والقوة النفسية والعضلية أيضا ، والأهم من هذا وذاك أن قيادة السيارة تحتاج إلى الشجاعة ، فهل تملك جميع النساء هذه الميزات ؟ بالطبع لا ،، فأغلب النساء تركيبتهن البدنية والنفسية تتميز بالرقة والضعف إلا أن هناك دوافع أخرى تجعل من قيادة السيارة تحديا لا بد أن تقوم به المرأة ،، فمن النساء من تحمل أعباء أسرة شاء الله لها أن تفقد العائل إما بالموت وإما بالعجز لمرض أقعد رب الأسرة عن ممارسة مهامه العملية ، فتضطر في هذه الحالة ربة الأسرة لإتخاذ قيادة السيارة كمهنة لكسب العيش الحلال فالنساء شقائق الرجال كما قال عليه السلام ،، وهذا أمر طبيعي في مختلف الدول العربية،، إلا في المملكة العربية السعودية،، والتي ميزها الله بأنها بلاد الحرمين الشريفين ، مما يجعل من الصعب إتاحة المجال للمرأة بالمشاركة العملية لممارسة قيادة السيارة فالسواد الأعظم في المجتمع السعودي لا يقبل فكرة ظهور المرأة ،، فكيف له أن يتقبل فكرة أن تخرج المرأة إلى الشارع منفردة بسيارة ؟ إذا نظرنا إلى الموضوع من وجهة نظر فقهية ،،سنجد أن الرابح في المسألة هي المرأة ، كيف ؟لأن الدين يحرم خلوة المرأة بالأجنبي والأجنبي هذا هو السائق بكل ما تحمله كلمة أجنبي من معنى ،، وفي واقع الحال يستعين رب الأسرة بالسائق الأجنبي هذا لقضاء حوائج المنزل ،،فهو في الغالب مشغول وغير مستعد للتنازل عن برستيجه وشياكته وأناقته وأوقاته المليئة ليحوم ويجول بين الأسواق أو المدارس أو المستشفيات كما أنه لا ولن يطيق عنت الإنتظار الذي يقوم به السائق المستأجر الغلبان ،نعود لموضوعنا الأساسي ألا وهو ماذا تعني قيادة السيارة للمرأة العادية التي لم تضطرها مذلة العيش لقيادة السيارة ،فنقول أن الإلحاح الظاهر الآن دافعه الأول والأخير رغبة المرأة السعودية في الريادة، لتثبت لنفسها أولا وأخيرا أنها ليست أقل شأنا من الأخريات ، فقيادة السيارة تعني للمرأة التحدي وإمتلاك الذات والرغبة في إدارة أمرها وشأنها منفردة دون مشاركة من أحد ، مما يعزز فيها ثقتها بذاتها ، كما أن قيادة السيارة للمرأة نوع من التغيير والخروج من دوامة مهامها الروتينية التي حفظتها وكلتها وملتها ، وهي معبر ومنفذ لعالم جديد يلبي طموحها اللامحدود ،كيف لا وهي التي مارست جميع مناشط الحياة شاركت الرجل تحمل جميع الأعباء بما فيها الصرف على المنزل ، وقد حازت بالفعل المرأة السعودية قصب الريادة ، فهي الآن تتمتع بالتعليم المتميز والوعي بالدين في كافة مجالات الحياة وتقلدت المناصب الرفيعة، ولا ينقصها من المجتمع ألا أن ينظر إليها بحسن الظن ،فكثير يعتبر أن رغبة المرأة في قيادة السيارة مجرد هوى وتقليد لعادات دخيلة واردة ، إلا أن هناك شريحة مؤيدة للمسألة وهي التي تمثل القلة المستضعفة ، وكلمة مستضعفة هنا للدلالة على أنهم ليسوا بأغلبية بل هم قلة إلا أن هذه القلة هي الشريحة المتعلمة المستنيرة التي إكتسبت سعة الأفق من خلال السفر والترحال والإحتكاك بالثقافات المختلفة والأهم من هذا وذاك أن هذه الشريحة تنظر للمرأة بمنظار مختلف تماما عن النظرة السائدة في المجتمع ، فالرجل الذي يسمح لزوجته بقيادة السيارة خارج نطاق البلد يعلم ويثق في أن هذه المرأة قادرة على ذلك تماما أي أنها مؤهلة نفسيا وبدنيا ،والأهم هو أن هناك صنف من الرجال ميزهم الله وحباهم برقي الفهم وسعة النظرة للأمور ، وآتاهم صفة العدل في الحكم على الأمور، فهم لا يغفلون دور المرأة الريادي في المجتمع وأن للمرأة مساحة من الحرية التي تكفلها لها قيمها التي تربت عليها وهي الأخلاق والدين والتدين الذي يتكفل بضمان حسن تصرفها في المواقف، مما يعزز ثقتها في ذاتها ويمهد لها دورها الريادي الذي يكمن في إستدراك المواقف وسد الثغرات والإعتماد على الذات في غياب الرجل أو في حضوره كما حدث في الموقف الذي تعرضت له السيدة التي دخل أخوها في غيبوبة فاضطرت لقيادة السيارة والبلوغ بها للمستشفى فأنقذت حياة أخيها من الموت ،،،كل ذلك يتم تحت بند إحسان الظن ![/SIZE]

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

Exit mobile version