آراء القراء وآدابها

آراء القراء وآدابها
بعض الموضوعات الحياتية والظواهر المجتمعية السالبة والغريبة على مجتمعنا و(المسكوت عنه)، أو ما يتم الحديث عنه في (العوالم السرية) للرجال والنساء هو الأكثر رواجا وتفاعلا من القراء الأكارم عندما يتم إثارته عبر الأعمدة الصحفية؛ وعلى سبيل المثال تناول ظاهرة ( فتيات الاتوستوب) التي طرحت عبر هذه الزاوية في الأيام الماضية، حيث امتلأ بريدي الالكتروني برسائل القراء تعليقاً وتعقيباً ونقاشاً مستفيضاً كان جله موضوعياً وطيباً وبفهم راق ينم عن حصافة وذكاء وتفاعلية القارئ الكريم مع ما يقدم له من مواد صحفية تناقش ما يعتري جسد الوطن من أمراض تجسدها تلك الظواهر السلبية التي نتمنى اختفاءها من بلادنا..!!
في تلك الزاوية تحت عنوان (عبيد ختف والشحدة في الشارع العام) لا أظن أنني اخترقت (تابوهات) محرمة لم يخترقها قلم قبلي؛ ولكن يبقى أن هناك بعض من مجتمعنا مازال ينظر للكتابة الصحفية من منظور (الأنثى والذكر)..! إذ إن بعض الموضوعات تكون (عيباً) لو تناولتها (امرأة) كاتبة فتجد من يصف قلمها بصفات لا أظنها كانت ستقال لقلم (ذكر) ومداد بـ (شارب) !!
بحكم إقامتي في القاهرة أجدني متعطشة لكل ما هو سوداني وأول وصولي للبلد استمع من كل الأصدقاء للمصطلحات الجديدة من لغة الشباب (الراندوك) وانزل للشوارع والأسواق، وأحادث عامة الناس وأسمع منهم وأحفظ مفرداتهم التي تأتي بعد ذلك في كتابتي طوعا وكيفما اتفق، تعبيراً عن حال من اكتب عنهم؛ لذا لا أجد أن مصطلحات كـ (الشحدة والقرعة) بذيئة في حد ذاتها؛ حتى وهي تعني أن يراود رجل امرأة عن نفسها في الطريق العام أو العكس؛ طالما أن ذلك يحدث حقيقة، ولم أؤلفه من أم خيالي، ولكن وطالما أن تلك هي اللغة (الرمزية) التي ابتدعها الشباب !!
وهي مجرد تشبيهات ليس إلا .. ! وفي اعتقادي أن مهمة الكاتب أن يسمي الأشياء بمسمياتها، خاصة إذا كانت هذه المسميات ما هي إلا مفردات
(حميدة) تستخدم لفعل (خبيث) !!
ومن التعليقات والرسائل العديدة التي وصلتني كانت الرسالة أدناه التي يتحدث فيها القاريء الكريم عن موضوع هام وحيوي وهو تفاعل القراء مع الكتابة والكاتب وأدب التعليقات المفيدة !!
نص الرسالة كما وردني:
حصافة وذكاء (مفهوم) من نافذة المفاهيم !!
الأستاذة نادية.. لكم التحية
عبر نافذتكم العامرة والمطلة على قراء كثر، أردت لهذا المفهوم المتواضع أن ينفذ وأكون شاكراً ومقدراً.
كثيراً جداً يجذبني تعليق أو تعقيب لقراءة العمود فالتعليق أحياناً، ليس بأقل أهمية وفائدة من محتوى أو طرح العمود نفسه، لذا نجد معظم المنافذ أفردت هذه الخدمة للقراء الكرام (مشكورين) وأولئك عليهم حسن استخدامها !!
فالتعليق يجب أن تسبقه قراءة جيدة لمحتواه لفهم جميع جوانبه والهدف منه حتى يأتي التعليق منسجماً مع الطرح سواء كان نقداً أو تأييداً؛ فليس بالضرورة للمعلق أن يتفق مع رأي الكاتب، وأسلوبه وله أن يؤيد ما يشاء بناءً على فهم؛ وأن ينقد بانياً ذلك على أسس وانطلاقاً من موضوعية وواقعية فمثلما يحتاج القارئ للصحافي، فلا تخاله غير محتاج لك، ومثلما أنت مشوق لمطالعة أعمدتك المفضلة، فهو أشوق لمطالعة التعليقات فالمسألة أخذ وعطاء ((feedback)
الذي أخذني للكتابة هو اعتقادي أن بعض المعلقين لا يقرأون الموضوع، أو يمرون عليه جزئياً دونما تركيز ثم يستل قلمه (محارباً) منتقداً يمنةً ويسرة !!
فعلى سبيل المثال؛ بعض المعلقين علق على كلمة مثل (الشحدة ومد القرعة) فلو تناولناها كلمةً كلمة:
فما هي الكلمة البديلة غير الركيكة للشحدة؟ لا أظن هناك رديف لها غير (السؤال)؛ لكن لكل مقام مقال؛ والموضوع ما كان ليقبل غير (الشحدة) وكذا مد قرعته، فهي كنايةً عن (الشحدة) وهي كلمات متداولة وليست سرية !!
واستخدمت في السياق فأتت متسقة منسجمة مع مفردات ومعاني الموضوع (فمد القرعة) يكاد يكون مصطلحا شائعا متعارفا عليه
وكل الذي تعارف الناس عليه أصبح عرفاً؛ والعرف يساند الشرائع السماوية في صنع دساتير الدول!!
حمد النيل محمد دفع الله

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/6/5
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

Exit mobile version