الهندي عز الدين : هذه ليست (مفاوضات) .. إنها (دافوري)!!

لماذا كل هذه (المطاولات) و(الجرجرة) التي يمارسها وفدا حكومتي (السودان) و(جنوب السودان) في ما يتعلق بمفاوضات ملف الترتيبات الأمنية؟!!
{ لقد حدد الطرفان – بإشراف الآلية الأفريقية للوساطة التي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق “ثابو أمبيكي” – موعداً جديداً للمفاوضات، هو الثالث عشر من يناير القادم، لمواصلة النقاش حول (فك الارتباط) بين الحكومتين وحركات (المعارضة) المسلحة لكليهما، أو بالأحرى (فك الارتباط) بين دولة الجنوب وجيشها (الشعبي)، ومتمردي (قطاع الشمال) في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ودعم حركات (دارفور).
{ والاتفاق الذي تم توقيعه في “أديس أبابا” في 27 سبتمبر الماضي، أي قبل (ثلاثة أشهر)، كان ينص على هذه البنود، بذات المفردات التي يعود الطرفان، مرة ثانية وثالثة ورابعة، لمناقشتها!!
{ المبكي والمضحك في مفاوضات “أديس” العبثية، أن الوفدين يوقعان (اتفاقاً) يحضره كبار الوسطاء والمبعوثين الدوليين، وتوثقه كاميرات الصحافة والفضائيات، ولكن يفاجأ الجميع بعد أسبوع من حفل التوقيع، بأن الوفدين يعودان إلى مناقشة ذات البنود التي تم الاتفاق عليها، لتبدأ الرحلة من جديد من نقطة (الصفر)..!! الصفر الكبير!!
{ إما أن يكون وفد دولة الجنوب (غائباً عن الوعي) قبيل وأثناء حفلات التوقيع، ليستيقظ بعد انتهاء المراسم مباشرة، أو أن هناك خطأ ما في قدرات وفدنا (السوداني) على استيعاب النصوص ومدلولاتها وما تخفيه أحبار “أمبيكي” ومساعديه بين سطور الاتفاقيات و(المقترحات)، ومن بينها (مقترح أبيي) الملغوم!
{ نحن لا نفهم شيئاً..!! وبالتالي فإن جميع أفراد الشعب السوداني العزيز الكريم.. الصابر.. الصبور، لا يفهمون شيئاً مما يدور، وفي ظني أن وفد المفاوضات – نفسه – لا يفهم الكثير من تفاصيل هذه (المسرحيات) المملة!!
{ هذه ليست (مفاوضات).. إنها (دافوري)!!

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version