الهندي عز الدين : سيدي الوالي .. أغلقوا هذه المدرسة (بالشمع الأحمر)

صدقوا أو لا تصدقوا – سيداتي آنساتي سادتي – أن هناك مدرسة أساس (خاصة) في الخرطوم، رسوم دراسة التلميذ (الواحد) فيها (25).. خمسة وعشرون ألف دولار!! دولار ينطح دولار!! أي ما يعادل نحو (175) – مئة وخمسة وسبعين مليون جنيه سوداني!!
{ أما تكلفة تسجيل طفل (واحد) في (الروضة) الملحقة بالمدرسة، فهي (15) خمسة عشر ألف دولار.. أي ما يعادل نحو (105).. مئة وخمسة ملايين جنيه سوداني من عملتنا التي تحول (المليون) فيها – بعد عملية تخسيس سريعة – إلى (ألف)!!
{ الأدهى والأمر أن (الروضة) و(المدرسة) التي يفترض أنهما تابعتان لوزارتي تربية وتعليم (المشروع الحضاري) الاتحادية والولائية، الأدهى والأمر أن التلاميذ لا يتلقون دروساً في مادتي (اللغة العربية) و(التربية الإسلامية).. إطلاقاً!!
{ الزميلة “فاطمة الصادق” تابعت فلذات أكبادنا وهم (يرطنون) خلال الفسحة (بالإنجليزي).. فمن أين لهم (بالعربي)!! (منع الأطفال من التحدث بالعربي الفصيح أو الدارجي صار السياسة الغالبة والموضة السائدة في المدارس ورياض الأطفال المسماة “عالمية” في عاصمة السودان)!!
{ إذن، فهم – وتحت سمع وبصر حكومتنا – يبذلون قصارى جهدهم لتخريج جيل جديد، بدون هوية، (أعجمي) اللسان، (ماسوني) العقيدة.. لا يعرف شيئاً عن الإسلام ولا المسيحية إلا لماماً.. ببساطة.. جيل (ماعندو دين)!!
{ وإذا كانت المدارس التابعة للكنيسة في السودان تدرس الطلاب مادة (التربية الإسلامية)، فكيف تمتنع مدرسة (الملياردير) الشهير المبتعد – دوماً وعمداً – عن الأضواء وأجهزة الإعلام، عن تدريس (العربي) و(الدين) في خرطوم الشريعة الإسلامية.
{ الأغرب أن وزير التربية والتعليم الأستاذة “سعاد عبد الرازق” أرملة (شهيد) روت دماؤه تربة الجنوب، هو الدكتور المجاهد “عوض عمر السماني”، وزوجة الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الحالي “الزبير أحمد الحسن”!!
{ والأغرب أيضاً أن وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم كان رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم في الدورة السابقة!!
{ سيدي والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن أحمد الخضر”.. إنهم يتآمرون على هذا البلد من الداخل والخارج، مرة بفتح جبهات التمرد، ومرات بالحصار الاقتصادي وعقوبات أمريكا والأمم المتحدة، لكن الأخطر هو تدمير (البنية البشرية) المستقبلية لهذا البلد، بأن يتقدمه بعد سنوات في الوظائف المهمة سياسة واقتصاداً واجتماعاً شباب (مقطوع) عن بيئته، دينه، حضارة بلده وتاريخه!! شباب لا يتواصل مع (أولاد الحلة)، ولا مع الآخرين في العمل والدراسة إلاّ باللغة الإنجليزية!! شباب لا يعرف عن السودان شيئاً، معلموه (أجانب)، ولغته أجنبية، وأولياء أموره سطحيون، يظنون أنهم يحسنون صنعاً إذ يتحدث صغارهم (الإنجليزية) بطلاقة، بينما يتلعثمون في (العربية)!! ويتوهمون أن ذلك منتهى الإنجاز والإعجاز في تعليم الأبناء!! (أعرف أسرة، يعتصر الألم أولياءها.. لأن الولدين اللذين تربيا ودرسا في “لندن” خلال فترة عمل الوالد هناك، لا يتحدثان العربية مطلقاً، جاءا إلى “الخرطوم” للاستقرار بعد طول سنين، لكنهما لم يتأقلما على هذا المجتمع (الغريب)، فعادا مرة أخرى إلى بلاد الإنجليز.. والأم تبكي صباحاً.. ومساءً)!!
{ سيدي الوالي.. هل تتركون أمر تحديد الرسوم الدراسية بالمدارس (الخاصة) لأصحابها (التجار)، و(بالدولار)، حتى وإن رضي بعض (أثرياء زمن الغفلة) بأن يدفعوا عشرات الآلاف من الدولارات؟! أين سياسات الدولة وأين إدارات التعليم غير الحكومي، ولماذا هم – دائماً – هاربون نائمون؟!
{ سيدي الوالي.. إما أن تفرضوا على إدارة هذه (المدرسة) و(الروضة) تدريس (العربي) و(الدين) – اجبارياً – وإما أن تأمروا بإغلاقها (بالشمع الأحمر)، لأنها (مسرح للجريمة) والضحايا أبناء هذا البلد.
{ وإما أنكم – حكومة وولاية – شركاء في الجريمة أو متواطئون مع (الجاني).

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version