المياه الزرقاء (الجلكـوما)

المياه الزرقاء (الجلكـوما)
كلمة جلكوما باللغة اليونانية تعني الشلالات الزرقاء، وهذا المرض لا توجد به مياه زرقاء كما يعتقد من التسمية.
التعريف: هي ارتفاع في ضغط العين مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في العين، ويتراوح الضغط الطبيعي للعين من (10-22)m m Hg ولكن تختلف حساسية العين للإصابة من شخص لآخر.

ما هو سبب ارتفاع ضغط العين؟.. السبب هو عدم التوازن بين لحمية السائل الذي تفرزه العين، وبين قدرة القنوات على التصريف، فينتج عنه تجمع السائل داخل العين ومن ثم الضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري، مما يؤدي إلى تلفه ومن ثم تدهور في الرؤية.. إذا أهملت الحالة قد يؤدي إلى العمى.

ماهي الأنواع؟: ببساطة تقسم الجلكوما إلى أقسام من أهمها: 1. زاوية العين المفتوحة: وتعرف أيضاً بالجلكوما المزمنة وهي أكثر الأنواع انتشاراً، وهنا يكون الارتفاع تدريجياً ولا تظهر أي أعراض على المريض حتى يظهر المرض بصورة متقدمة ويكتشف فقط عند الكشف الدوري للعين.

2. زاوية العين المغلقة: وهو نوع أقل شيوعاً ويظهر بصورة حادة ويعرف بجلكوما الزاوية الحادة أو الضيقة، حيث يحدث ارتفاع سريع في ضغط العين وألم وتشويش وزغللة شديدة في العين وصداع وغثيان وقيء وحالات من قوس قزح حول الأضواء وتؤدي إلى العمى السريع، لذا العلاج الفوري عند طبيب العيون مهم جداً.

3. الجلكوما الخلقية: قد يولد الطفل بهذا المرض أو يصاب في السنوات الأولى من عمره ويمكن أن يتوارث من أحد الأبوين أو نتيجة لإصابة الطفل بأي التهاب فيروسي في الشهور الأولى من الحمل، وهذه الحالة تتطلب التدخل السريع حتى يستطيع الطفل التركيز وتجنب كسل العين.

الجلكوما الثانوية: هناك أسباب أخرى يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين وهي: التهاب القزحية المتكرر- الماء الأبيض Catract))- اعتلال الشبكية لمرضى السكري- استعمال الكورتيزونات- انسداد الأوعية الدموية للشبكية- أورام العين الداخلية.

التشخيص والعلاج:

يقوم اختصاصيو العيون بالكشف الطبي الكامل بما فيه قياس ضغط العين وفحص للعصب البصري ومجال النظر وتحديد الحالة.

يختلف العلاج على حسب المريض وعلى حسب زاوية العين، والهدف من العلاج هو التحكم بضغط العين وإيقاف تقدم المرض.. ويتراوح من قطرات ومراهم للعين، وهذه القطرات مستخدمة في نطاق واسع، إلى جانب العلاج بالليزر والجراحة في نطاق ضيق على حسب الحالة.

يجب على كل شخص يوجد في عائلته تاريخ وراثي أو أي شخص مصاب بالجلكوما أن يخضع للفحص الدوري للعين لضمان السيطرة على المرض.

من هنا وهنـاك : الــكــلام والمـــشــي أثـــناء النـوم :
الجميع يعلم أن كثيراً منا يتكلم أثناء نومه وأحياناً يمشي، فتعالوا نتعرف على بعض أسباب الكلام والمشي أثناء النوم.
يعتبر العلماء النفسيون أن الكلام أثناء النوم يعتبر حالة من التنفيس الانفصالي يعكس مشكلات مكبوتة لدى الشخص، ويكون وسيلة للهروب من مواجهة الواقع، والأطفال أكثر تعرضاً لذلك، لأنهم لا يستطيعون التعبير عن انفعالاتهم أثناء اليقظة، والأكثر من ذلك أن هذه الظاهرة ترتبط بالإناث أكثر من الذكور.

وأن المشي والكلام أثناء النوم يتعرض له الناس الأكثر تحفظاً على المستوى الشعوري، وعلى الرغم من ذلك فإن الكلام أثناء النوم لا يعتبر مرضاً أو اضطراباً ولكن المشي أثناء النوم في حالات معينة يعد عرضاً لاضطراب نفسي داخل الإنسان.

وهناك شيء مهم وهو أن السير أثناء النوم شائع بين الأطفال ولا يعتبر عرضاً لمرض أو اضطراباً نفسياً، إنما هو مرتبط لديهم فقط بعدم النوم العميق وليس أكثر من ذلك.. أما الشباب أو الكبار بشكل عام، فالمشي أثناء النوم يعتبر حالة مرضية.

وقد ذكرت الأكاديمية الأمريكية للعلوم العصبية أن ربع البالغين ممن يعانون من المشي أثناء النوم لديهم تاريخ عائلي لهذا السلوك.

كما أن مشي النوم عند الكبار عكس الأطفال قد يترافق مع نشاطات خطيرة وعواقب عداونية، فمنهم من تعرضوا لإصابات وجروح أثناء مشيهم وهم نائمون، ومنهم من لجأ للصراخ العالي أثناء النوم.

لذا نجد أن معظم الاضطرابات المرتبطة بحالة المشي أثناء النوم التي تتميز بيقظة الجسد دون العقل أو فقدان القدرة على تهدئة أعضاء الجسم أثناء النوم، فإن معالجتها قد تساعد في التخلص من مشي النوم أيضاً.

لحــماية طفــــلك (هــذا ممــنوع!) :
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض ونتمنى من العلي القدير ألا يحرم بيتاً من الأطفال، وأنا بصدد الحديث عن ظاهرة يقوم بها جميع أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة بدافع من المحبة تجاه الأطفال، وقد تكون هذه العادة مضرة جداً وتسبب لهم الأمراض من غير أن تقصد إيذاءهم وهي عادة تقبيل الأطفال في فمهم.
فحقيقة الأمر أن أي قبلة تطبع على فم الطفل سواء من الأم أو الأب أو الإخوة.. الخ كفيلة بأن تنقل له الأمراض التي يعاني منها الأبوان وغيرهما وخاصة في عمر الثلاثة أشهر الأولى، لأن في هذه الفترة وحتى سن الستة أشهر لا تتكون مناعة لهذا الطفل لحمايته من الأمراض، فقد تتولد لديه عدة أمراض نتيجة للميكروبات العنقودية وهي موجودة في فم الإنسان البالغ بصورة طبيعية حتى ولو كان معافى، وعن طريق القبلة قد تنتقل لهذا الطفل المسكين ضعيف المناعة فتسبب له أمراضاً قد تكون خطيرة فينتج عنها التهاب الحلق والفم، وكذلك التهاب اللوزتين (تخيلوا أن عمره بضعة أشهر ويصاب بمثل هذه الأمراض)، وعندما ما يصبح عمره أكثر من سنتين تكون له مضاعفات نتيجة لهذه الأمراض فتؤثر على القلب والتهابات متكررة في الكُلى.

كما أن الأمراض الفطرية التي تحدث للطفل في لسانه ثم لرئته، تنتج عنده مشاكل سيلان اللعاب المستمرة والآلام أثناء الأكل وبلع الطعام.

كما أن تقبيل الأطفال في فمهم أيضاً قد ينقل الفيروسات التي تسبب الزكام والرشح وقد تصل الإصابة إلى خلايا المخ وتسبب التهاب السجايا، ومن ثم التشنجات وقد تصل إلى مضاعفات خطيرة. كذلك فيروس التهاب الغدد النكفية (أبو عديلات)، ينتشر أيضاً عن طريق عادة تقبيل الأطفال.

فنحن السودانيين شعب يتميز بطيبة وعفوية، عند زيارة الأهل وبعد السلام على الكبار تعودنا ظاهرة تقبيل الأطفال، فإذا أردت فعل هذا تذكر أن التقبيل يسبب لهم الأمراض أو تذكر أن الأبوين قد يكونا غير راضيين على ما تفعله، ولكنهما لا يريدان أن يسببا لك الإحراج، فامتنع عن هذه العادة المؤذية.

بريد القراء : :
(س.ن) من الولاية الشمالية، أخي الأكبر يعاني من مرض السكري منذ الصغر (وراثي) في العائلة، فعند سن 28 عاماً ظهرت له بعض الجروح في القدم فكان ينظفها بنفسه (يعمل مزارع)، والكارثة الكبرى التي أريد حكايتها أن أحد أصدقائه قد وصف له بصيراً يعالج جروح السكري بالعسل والأعشاب الطبيعية، فأصبح أخي يدوام على الذهاب للبصير حتى كبر حجم الجروح وانتهى به المطاف إلى بتر الساق اليمنى حتى منتصفها والساق اليسرى في منتصف الفخد، وأخبره الطبيب الجراح أن هناك جلطة بأحد الساقين، سؤالي هو هل السكري يمثل السبب الرئيسي لبتر الساق أم هناك أسباب أخرى، وإن وجدت فما هي.. والسؤال الثاني: إنني أريد منكِ توعية أهلنا في القرى خاصة، بهؤلاء القتلة ممن يدعون (البصير)، وما يرتكبونه في حق الناس، وهل العلاج بالعسل فعلاً يساعد في شفاء جروح السكري كما يزعم، وما هي طرق الاعتناء بقدم مريض السكري بعد حدوث الجروح بها، وهل يمكننا نظافة هذه الجروح بالمنزل.. وشكراً جزيلاً؟

– تم عرض السؤال على دكتور طارق سليمان فريجون استشاري جراحة الأوعية الدموية، فكان رده:

سؤالك مهم جداً عن هل مرض السكري هو السبب الرئيسي لبتر الأطراف أم هناك أسباب أخرى؟

وللإجابة على هذا السؤال نبدأ بأن مرض السكري هو نتيجة لنقص هرمون الأنسولين في الجسم مما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم، وهناك رابط مهم بين عدم انتظام معدل السكري في الدم لمدة طويلة ومعدل الإصابة بانسداد الشرايين الطرفية مما يؤدي إلى الإصابة (بالغرغرينا)، وأيضاً زيادة نسبة السكر في الدم توفر البيئة المناسبة لنمو البكتيريا في الجروح السكرية مما يزيد من تفاقم الحالة.

أيضاً هناك أسباب أخرى لانسداد الشرايين مثل الارتفاع المزمن لمعدل ضغط الدم، وأيضاً ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مما يؤدي إلى تكون ترسبات في جدار الشرايين فيتسبب ذلك في ضيقها وانسدادها فيما بعد.

وللإجابة على سؤالك عن كيفية العناية بجروح الأقدام لمرضى السكري أقول بأن الإشراف الطبي المتخصص هو الطريق الأسلم لتجنب المضاعفات بإعطاء التوجيهات بالغيار المناسب وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة للحالة.

في النهاية لابد من التنبيه والتشديد على أن الوقاية خير من العلاج، والوقاية تبدأ بالمتابعة والسيطرة على معدل السكر والكوليسترول في الدم وكذلك ضغط الدم، وأيضاً في اكتشاف المضاعفات في وقت مبكر والتعامل معها.

د. عبير صالح حسن صالح
صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 2011/9/22
[email]lalasalih@ymail.com[/email]

Exit mobile version