الطريق إلى شارع الصحافة

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]الطريق إلى شارع الصحافة [/ALIGN] الأخ / الطاهر ساتي
اطلعت بكل الفخر والاعزاز على ماسطره قلمكم حول الطريق وشركاء الطريق وقانون المرور ومسببات الحوادث وما اسعدني واسعد زملائي في المرور وعموم الشرطة والسادة القراء، حسب ماقرأت من تعليقاتهم علي العمود علي الانترنت ان الصحافة ولاول مرة تعترف وبوضوح كلمات وشجاعة موقف وبلاغة حديث ان علي المواطن وهو سائق المركبة دورا كبيرا ينبغي ان يعيه ويعيه المجتمع، وان تضطلع الصحافة بمسؤولية توعيته وتبصيره بواجباته تجاه الطريق والاخرين ، وان نتعلم جميعاً ضرورة التنازل عن بعض حقوقنا في الطريق ونفسح للاخرين بالعبور مشاة او راكبين ولو ادى ذلك للتوقف لحظات بصورة تبرز حضاريتنا.
وكان السيد/نائب رئيس الجمهورية الاستاذ /علي عثمان محمد طه واثناء تسلمه توصيات ورشة اعمال السلامة المرورية قد قال متعجباً اننا في السودان نوثر الاخرين علي انفسنا في كل شي الا الطريق فسائق المركبة لايسمح لاخيه بالعبور أمامه واي متخطي يشعر الاخر« بالحقارة » .
* اخي الطاهر … اراك قد لمست مواطن«الوجع» وبيت القصيد وهو التمرد على الضبط ومقاومة القانون في ثقافتنا السودانية وحث قادة الرأي على تعديل هذا الاعوجاج في عود الثقافة ليستقيم ظل الممارسة والنظرة الى القانون بحسبانه تراضي بموجب عقد اجتماعي تنازل فيه المجتمع عن حقه الجماعي في التحرر من كل قيد والتقيد بالقانون طواعية واختياراً وتسليم هذا الحق لسلطة من بينها شرطة المرور التي تمارس ضبط الشارع وحفظ النظام حتي يمر الجميع بهدوء ودون عوائق وتصادم مع أخرين ونحسب أن ما أعلنته شرطة المرور في حملتها الاخيرة أن نسبة العربات غير المرخصة كبيرة وخطيرة ولايستوي المرخصون والذين لايرخصون فالاول يحمل صكاً يسمح له بالعبور واستخدام الطريق بعد فحص مركبته التي استوفت الصلاحية الفنية، والثاني يستخدم الطريق بدون عقد شرعي هل يجوز هذا ؟ وأرى أخي الطاهر ونرى كذلك أن شرطة المرور يمكنها تجاوز أية مخالفة وتقديم النصح لسائقها الا عدم الترخيص فهو من أكبر المخالفات والتي أرى أن يصنف من الجرائم وليس المخالفات الاخري ، وحسناً فعلت ادارة المرور بتنفيذ هذه الحملة وضبط سيارات تسير في العاصمة منذ عهد مايو دون ترخيص، ويؤكد مدير ترخيص ولاية الخرطوم العقيد عنان أن هنالك عربة ضبطت وهي تحمل لوحة الحرف «ك» وهو ترخيص مديرية كسلا قبل انفصال القضارف عنها .
وكل مذكرته عن الغضب للنفس من بعض الاخوة قادة الرأي حينما يتعرضون للحملات ويعممون هذه المخالفات لتكون قضية مجتمع ورأي عام انتصاراً للنفس واستقلالاً للسلطة، طبعاً أعني السلطة الرابعة وهي سلطة خطيرة تستخدم كل أدوات الضبط والرقابة ولكن أهلها كذلك مأمورون بحسن استخدامها ويتعاملون مع قيود المجتمع والقوانين بمسؤولية ويقدرون جهود السلطة التنفيذية و من بينها ادارة المرور حتى يتعمق لدي المواطن الاحساس بالقانون ودولة القانون واحترام القانون والجميع أمامه سواسيه مواطنون وقادة رأي وقادة المجتمع وضباط شرطة وأجهزة نظامية جميعهم مدعوون لاحترام رجل المرور ففي الطريق تسري علي الجميع تعليمات وتوجيهات شرطي المرور حتى وأن كان السائق جنرالاً برتبة كبيرة أو ضابطا برتبة صغيرة
ولو كان رئيسه الاعلي لايستطيع تعديل حركة السير من اليمين الي الشمال ، ولن يسمح لكائن من كان بعبور الاشارات وهي حمراء ولن يعبر الطريق ذي الاتجاه الواحد في اتجاهه المعاكس فلنتفهم هذه الثوابت ونتعرف علي السلطة « الممنوحة » لشرطي المرور وتقدير جهده وعرقه المسكوب في حر الهجير والهواء الملوث بدخان العوادم، وتوعية المواطن أخي الطاهر مطلوبة بل واجب ومسؤولية مشتركة بين شرطة المرور وأهل الصحافة، والمأساة حينما تقع بالشكل الكارثي ينزعج ويتألم لها الجميع ، وحسب تقرير شرطة مرور ولاية الخرطوم وفاة عشرة أشخاص في يوم واحد وهو يوم الجمعة الماضية ، وان العدد الذي ذكرته في مقالك مضروباً في ايام العام أربعة أشخاص يومياً أو بالرقم «13» الذي يحتله السودان كأعلي الدول حوادث ، كل هذا يدعونا الي ضروره التوعية والتبصير بواجبات السائق تجاه المركبة، اذ لابد أن تكون صالحة للسير ومؤمنة من الاخطار علي الغير وكل خطر لايتم ولن يتم الا بالترخيص وحمل الرخصة ليس ترفاً وهو اجراء يؤكد صلاحية السائق للقيادة فحوادث كثير وكبيرة وقعت بفعل الطيش وسوء القيادة أو القيادة باهمال وحسب احصاءات المرور وتقاريرهم ودراساتهم فان الشريك الاقوي في الطريق هو الانسان وهو المتسبب الاكبر في الحوادث لذلك لابد من تكثيف التوعية والتثقيف والتبصير بقانون المرور وحقوق الطريق .
أخي الطاهر حقيقة فقد كانت مقالاتك مثالاً لما يجب ان تكون عليه الممارسة الصحفية الراشدة في التعامل مع قضايا المرور، كل الاطراف عليها واجبات كما ذكرت باحترام الطريق والغير ورجل المرور، وشرطة المرور كذلك عليها واجبات ومسؤوليات من بينها التحسين المستمر لطرق العمل ووسائل تنفيذ القانون، ولا قدسيه لوسيلة أو طريقة، وما اقترحته حول ضرورة تقييد طريقة تحصيل التسوية المرورية يجد التقدير والاشادة من الادارة العامة لشرطة المرور ومرور ولاية الخرطوم وكل ماذكرته من اقتراحات امام طاولة البحث والدراسة، وحسب حديث اللواء خميس ميان مدير الادارة العامة للمرور، فان الامر يحتاج الي تقنيات وترتيبات وتجارب ولن يكون الامر مستحيلاً .
الاخ الطاهر، الشارع العام ملئ بالاشارات الملونة وكذلك شارع الصحافة أرجو أن تكون أولى اشاراته الحمراء للمخالفات، والصفراء للمستعدين لتقبل التوعية والراغبين في الترخيص والعازمين علي استخراج رخص القيادة، والخضراء للذين يحترمون قواعد االسير .
لك شكري وتقديري
عقيد شرطة / أبوعبيدة عبد العزيز العراقي
مدير دائرة الاعلام ـ رئاسة الشرطة
إليكم – الصحافة -الخميس 16/10/ 2008م،العدد5502
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
Exit mobile version