اللحظات السعيدة

[CENTER][B][SIZE=5]اللحظات السعيدة [/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5] لم أكن أدرك أن حياتي مليئة بتلك اللحظات السعيدة.. ولم أكن أفطن إلى ضرورة إدراك أنه ليس كل ما يريده أو يرغبه المرء يجده.. أنا مثلاً اشتاق الآن لرؤية جدي الراحل «الصديق».. هل يمكنني بأي طريقة ما رؤيته؟.. إذن عليّ التزام التأمل لتلك الصورة على الجدار.. لا أعرف لِمَ أكثر اليوم من اشتياقي لرؤياه وقد جرتني لذلك عبارته التي كانت تستهويني «يا بت يا مطموسة».. وحالة «الطمسة» هذه الأيام تأخذني إلى مراحل أخرى من الملل.. «بسم الله الرحمن الرحيم» يضيق صدري حتى عن احتمال نفسي لنفسي.. فاليوم كسرت «صحن الصيني الكبير الذي أعزه معزة الأم الرؤوم لأبنائها».. ففي لحظة غضب «كسرت الصحن» الذي شهد أجمل لحظات «البوش الضاحك» وأسعد لحظات «التمليحة والعصائد».. كم من ضحكة عميقة شهدها هذا الصحن «الذاهب في حق الله».. وكم من نوادر وضحكات وقفشات كانت حول «الفتة.. ومياه الجبنة».. وأنا ألملم شظايا صحني تنطوي حسرتي على بقاياه باجترار بعض اللحظات السعيدة التي أهدرتها مع قطعه المنثورة تحت الحوض.. ولا أدري لِمَ تلبستني تلك الحالة إلا أنها هدأت تماماً.. وكلما جاءت لحظة حاجة للفقيد «الصحن» ندمت على تلك اللحظات.. ولكن تبقت اللحظات السعيدة محوراً للتذكار.. كيف لا أتناسى حتى أن الوطن انكسر بجزئه الجنوبي وذهب ثلث الصحن في حق «سلفا» الذي يزورنا الآن بدوافع يعرفها هو ويعرفها «البشير».. فهل يذكران اللحظات السعيدة لهما بعد أن كسرا صحن صيني السودان «وي هوب سو»!!

اصطفيتك

أتقزم أمام قامتك الإنسانية.. لا لأنك أكبر من مقاييس الطول والعرض المعهودة.. ولكن لأن الجو حولك يبعث بحس أعلى من حساسية المعايير المفقودة في البشر.. ففيك النبل الذي اختزلته بأنانيتي المفرطة وأنا التمس بين الترائب ورفث النفوس.. مواقع المزعة التي أنت عظم مستقبلها الآتي.. لماذا أنت من بين هذه الهامات المميزة؟.. سألتك بالله أن تترجل عن تلك المواقع التي غزوتها بنبلك العالي.. إني لا أحتمل منك ذلك الطهر المفرط!!.. لعلك أتيت قبل ذلك الموعد بزمن كافٍ فوجدت ما كنت تستحق أما الآن فقد عدت محطات أخذت من النفس بواعث الأمل فيها وتركت الأغوار كالصقيع النائي.. والمستغرب في الأمر أن تأتي إليك منقادة من بعد إيمانها العميق بعدم جدوى أي حراك أو سكب أي مياه على تجميدها «الباتع».. أبقَ هناك واحفظ المساحات والرؤى لزمان غير هذا الزمان.. ومكان غير المكان.. وربما شخوص غير الشخوص.. وقدريتنا أن نقود دواخلنا إلى مراسي التعثر ونعود «مقفيين» نحمل خف حنين الأمل ودمعات على مسار العيون وحواف الرمش.. إنه لا أمل فقد احتشدت بكل يأس الدنيا.. بكل ظلامات النفس.. سألتك بالذي سواك على هيئة ذلك «الملاك الطاهر».. أن تفرد جناحيك وتطير إلى جنات النعيم.. ودعنا هنا ما بين الجنة والنار.

آخر الكلام:

أطيافك تزاور لحظاتنا السعيدة وتجعلنا نختار في ظرفنا التعيس الذي يحول بيننا والبلوغ إلى غايات السعادة «على أبواب الميس»..

مع محبتي للجميع..[/SIZE]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version