من قتل « مالك عقار » ؟!

[JUSTIFY]كنا قد قلنا إن «الحلو» مات أو لم يمت فهو قد مات ميدانياً بمعنى أن القوات المتمردة التي قادها واقتحم بها أحياء المدن الآمنة وكأنما حربه ضد المواطنين ومرافقهم الخدمية وكأنما حربه ضد المرأة السودانية إذ أن قواته قد ذبحت أكثر من ثمانين فتاة، إن هذه القوات قد حكمت عليه بالموت سياسياً وأخلاقياً. وحتى إذا نهض وقاد اقتحاماً جديداً لأحياء المواطنين الآمنين فلن يستطيع أن يكسب شيئاً غير أن يلحق مزيداً من المآسي بالمواطنين.. فقد أصبحت الحرب بين المتمردين والمواطنين، وصار المتمردون يتجنبون معسكرات الجيش السوداني الذي يحاصرهم الآن لقطع خطوط الإمداد عنهم. إن لكل حي نصيب في الموت ومن لم يمت بالسيف مات بغيره كما يقول الشاعر، تتعدد الأسباب والموت واحد. وقد يموت الحلو الآن دون أن يكون بسبب إطلاق نار حكومية عليه، لكن العبرة بالعمل الصالح فهل عمل عملاً صالحاً؟!. وننتقل من خبر موت الحلو المنفي بطريقة غير مباشرة إلى خبر مقتل مالك عقار الذي قيل أن حرسه هو الذي قتله، لكن ما قيمة مالك عقار في نظر المواطنين في ولاية النيل الأزرق بعد هروبه منها في أغسطس عام «2011م» متوجهاً إلى دولة جنوب السودان الجديدة بعد إعلان فصلها بشهر تقريباً؟!

كان في منصب الوالي وهو لا يستحقه، ورغم ذلك اعتدى على ولايته وهرب تاركاً وراءه دماءً تسيل ودموعاً تتحدَّر وصدى تصريحات كان يهدد بها الحكومة ويحاكي انتفاخاً صولة رئيس دولة. لم تكن قواته التابعة لإحدى فرق الجيش الشعبي بقيادة سلفا كير مدافعة عن أهل الولاية بل معتدية عليهم.. وهذا هو الطبيعي طبعاً لأنها ليست جزءًا من الجيش السوداني وإنما من جيش الحركة الشعبية الذي كونه ودعمه الغربيون واليهود في إسرائيل. فلا يمكن أن يكون مدافعاً عن ولاية سودانية مسلمة يحب أهلها بناء المساجد، وحينما تم تعيين مالك عقار والياً عليها في النصف الثاني من الفترة الانتقالية التي سبقت الانتخابات الماضية كان قد أتاه نفر من أبناء الولاية يطلبون منه دعماً لبناء مسجد وهم من أهله، لكنه رد طلبهم بطريقة قبيحة لا تليق بمن في منصبه حتى ولو لم يكن مسلماً، فقد أشار إلى جبل هناك وقال لهم «أنا أعبد ذاك الجبل».. «شايفين الجبل داك؟! أنا أعبده هو». يريد أن يقول غير معني ببناء بيوت الله وإن كان اسمه «مالك». يقال إنه ينتمي إلى قبيلة الشلك إحدى قبائل جنوب السودان الكبرى فاسمه «مالك عقار إير».. واسم جده «إير» اسم شلكاوي. فهو إذن لا يشعر بالانتماء إلى السودان حالياً، ولذلك لا يريد أن تكون ولاية النيل الأزرق جزءا من السودان، فقد تحدَّث من قبل علناً عن تبعيتها لإثيوبيا وقد طالب بذلك، وكأنه يريد أن يقول بأنها بعد الانفصال انفصال الجنوب ليست سودانية. كان والي الولاية وقد تمرّد عليها وهرب إلى الجنوب فهل كان يريد ضمها؟! لا يُعقل أنه كان يريد فقط الهروب منها وهو حاكمها، فقد انتصرت عليه القوات المسلحة وحمت من قواته التابعة للجيش الشعبي المواطنين بالولاية. فقد كانت تلك أوّل حالة حرب بعد الانفصال من دولة جنوب قادها عقار في النيل الأزرق، وقد قاد الحلو الثانية. وقيل إنه مات فيها وقيل حي محاصر. وقيل أن عقار قُتل، وقد يكون. المهم أن كليهما تذوق الموت السياسي.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا

[/JUSTIFY]
Exit mobile version