الهروب من الحقائق .. ليس حلا ..!!.

الهروب من الحقائق .. ليس حلا ..!!.
مراكز على حافة الإنهيار..هكذا كان عنوان زاوية السبت الفائت، وفيها لخصت المتاعب التي تواجه الإدارة والأساتذة والطلاب بأحدث مراكز تدريب مهني بولاية الخرطوم، بحيث لم تكمل العام عمرا، ومع ذلك تدهور حالها ..وهي المراكز التي أسسها الإتحاد الأوربي واليونيدو بتكلفة تجاوزت (8 مليون يورو)، وساهمت فيها ولاية الخرطوم بالارض وبعض المباني، ثم إستلمتها لتتولى أمر إدارتها..لخصت القضايا التي تواجه تلك المراكز في نقاط محددة، وهي كما يلي : ( الاساتذة الذين تم تدريبهم ببريطانيا وتركيا وماليزيا يتسربون..المناهج التي تمت ترجمتها من الإنجليزية الي العربية تضج بأخطاء فادحة وفضائحية..لم تتم طباعة كل الكتب، بل سلموا الاساتذة المواد في فلاشات وسيديهات، ليتصرفوا.. ورغم مرور عام على الإفتتاح لم يتخرج أي طالب لعدم وجود شهادات معتمدة..الطاقة الإستيعابية للمراكز ثمانمائة طالب، ولكنها واقعيا لم تزد – منذ عام وإلى يومنا هذا – عن ثلاثمائة طالب، أوأقل )

** تلك هي القضايا التي عرضتها بعد أن توقفت المراكز عن العمل يومي الأربعاء والخميس، ولم ازد على تلك القضايا أية قضية..ولكن تعقيب المجلس الاعلى للتدريب المهني – نشرناه البارحة – تحدث عن مرتبات العاملين بالمراكز حديثا كثيرا، وقال انهم ملتزمون بدفع المرتبات في موعدها ..وهذا ما لم يرد ذكره في تلك الزاوية، أي : طولا وعرضا، وقمة وقاعا، لم ترد مفردة مرتب في تلك الزاوية، بل لم يرد – لاتلميحا ولا تصريحا – ذكر اي حق من حقوق العاملين، مرتبا كان أو حافزا، ولا أدري لماذا أسهب تعقيب المجلس الأعلى في الحديث عن شئ لم يرد في الزاوية، بيد أن القضايا التي تستدعي الإسهاب هي تلك ( الموضحة أعلاها )..؟.. ثم التعقيب لم يشر إلى إعتصام العاملين، بحيث يؤكد أو ينفي، ولم يشر إلى أسباب الإعتصام، بل إكتفى بوصف ما حدث بالنص التالي ( الأخ الطاهر، ماذا كان يكلفك أن تقتطع من وقتك نصف ساعة وتذهب الي المراكز قبل أن تطلق عليها رصاصة الرحمة ؟)، هكذا يسألون، وهم يجهلون بأنني لو لم أذهب اليها لما عرفت إعتصامهم، ولما عرفت تلك القضايا التي من أجلها توقفت المراكز يومي الأربعاء والخميس بنسبة (100%)..نعم لقد ذهبت وعرفت، ولكن المؤسف هو أن سادة المجلس الأعلى لم يذهبوا لتلك المراكز حين إعتصمت، ولو ذهبوا لعرفوا بأن أسباب الإعتصام هي تلك القضايا التي هم من مواجهتها يتهربون بطريقة النعامة..!!

** وعن تأخير إعتماد شهادات الطلاب، يقول التعقيب بالنص ( اننا نقوم بعمل مهم سيضيف لهذه الشهادة، وذلك باعتماد الشهادة العالمية أو الشهادة الماليزية، وهناك لجنة تعمل وستمنح الشهادة الافضل وسيوقع عليها المدير العام للمجلس)، هكذا التبرير، منذ عام ونيف المراكز بلاشهادة، سودانية أو ماليزية أو صومالية، والتبرير (هناك لجنة تعمل !!)، حسنا، فللنتظر اللجنة عاما آخر، عسى ولعل تجد طالبا في إنتظار شهادتها المعتمدة .. وعن ضعف الطاقة الإستيعابية، يقول التعقيب بالنص : ( هذا هو العدد الذي تقدم واستوفى شروط القبول نجاح مرحلة الاساس – وهذا شئ طبيعي لان هذه أول دفعة)، هكذا توضيح سادة المجلس ، وللاسف توضيحهم غير صحيح، فالمجلس يكذب يا عالم، إذ هذه ليست الدفعة الأولى لهذه المراكز، بل هي الدفعة الثانية حسب خطة القبول ( 4 دفعات خلال العام، بواقع 200 طالب لكل دفعة، أي دفعة كل 3 أشهر).. ثم الحقيقة المرة التي يعرفها المجلس – ويغض الطرف عنها – هي أن عدد الطلاب الذين تقدموا للدفعة الثانية أقل من عدد الطلاب الذين تقدموا للدفعة الأولى، لماذا ؟؟؟، فالإجابة في ثنايا تلك الحقائق التي يتهرب سادة المجلس من مواجهتها..!!

** ثم التعقيب لم ينف أو يؤكد بأن اللجان التي ترجمت المناهج ترجمتها إلى لغة هي اقرب الي (لغة الرندوك)، بحيث لايفهمها الاستاذ والطالب لما فيها من أخطاء فادحة وغزيرة..من – ولماذا – وكيف أخطأت لجانكم في ترجمة المناهج الانجليزية؟..مطلوب إجابة صادقة، إن كنتم صادقين .. ولقد أحسن تعقيب المجلس حين أقر بأن بعض المناهج لم تطبع بعد، منها مناهج الميكانيكا، لأن اليونيدو وعدت بارسالها في القريب العاجل، أو هكذا التوضيح، وليس لنا من تعقيب إلا من شاكلة ( طيب إستعجلوا اليونيدو، لأنها ما منطقية سنة كاملة مراكز بدون مناهج مطبوعة)، علما بأن الوعد المسمى بالقريب العاجل تجاوز العام، وهو عمر المراكز..وكذلك أحسن التعقيب عملا حين أقر بتسرب الاساتذة، بتبرير فحواه ( الحالة عامة)، نعم المرافق العامة طاردة، ولكن لماذا ؟؟؟، ومن المسؤول ؟؟؟..على كل حال، هذه المراكز الحديثة كلفت اليونيدو والناس والبلد أموال طائلة، ويجب أن تؤدي دورها في تأهيل وترقية المجتمع كما يجب، وهي الآن لاتؤدي هذا الدور كما يجب، ولذلك إعتصمت فكتبت عن تلك المتاعب والقضايا التي يجب الإعتراف بها أولا، ثم معالجتها عاجلا..فابحثوا عن المعالجة،هذا إن كنتم إصلاحيون، ولستم ( مبرراتية ساكت) .. فالهروب من القضايا – بنهج هذا التعقيب – ليس حلا، ثم قضايا ومشاكل المرافق العامة – مراكزا للتدريب المهني كانت أو غيرها- يجب ألا تدار بنهج ( مشطوها بي قملها) ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version