قصة تحرير أبو كرشولا

في تمام الساعة الخامسة من مساء الاثنين كانت القوات المسلحة السودانية تكمل معركتها التي بدأتها بصبر ونفس متلاحق بدخول أول وحداتها المقاتلة في عمق مدينة أبوكرشولا مصحوبة بغطاء جوي كثيف وقوة نيران جعلت خروج قوات الجبهة الثورية بالغ الصعوبة خاصة وأن استراتيجية الإحاطة كانت قد بلغت أعلا درجتها حيث كانت القوات المسلحة تدير المعركة وبحسب مصدر عسكري رفيع تحدث لـ(السوداني) عن طريقة الوثبات المتلاحقة وبحساب 3 كلم على كل مرحلة وبالأمس اكتمل بالوصول للكيلو 12 وهو داخل عمق مدينة أبوكرشولا حيث تم تدمير كافة الآليات والمعدات العسكرية وسقط عدد كبير من القتلى من قوات الحركة الشعبية بجانب أعداد أخرى سقطت في الأسر.
وظلت غرفة العمليات في مدينة الأبيض التي وصل إليها قادة من هيئة الأركان أمس الأول في حالة ربط مباشر بالقيادة العامة بالخرطوم تعد الخطط النهائية للاقتحام والدخول لعمق المنطقة ووقتها بدأ الصندوق القتالي لقوات الجبهة الثورية في التفكك والتشتت والانسحاب بشكل عشوائي في الجزء الجنوبي من أبوكرشولا ولكن كانت معركة “كسر العظم” تدار بخطة محكمة خاصة بعد الاستفادة من الدخول الأول للمنطقة والانسحاب منها بعد أن نفذت قوات الجبهة الثورية عملية التفاف واسعة.
المقاتلات تصنع الفارق
نقطة التفوق التي أديرت بها معركة أبوكرشولا هي سلاح الطيران وكان عاملاً حاسماً في المعارك ومنع أي عمليات تسلل وضرب الأهداف المتحركة خلال انسحاب قوات الجبهة الثورية التي تشتت واتجهت أجزاء منها في اتجاة منطقة كاودا وأخرى اتجهت في طريق بابنوسة وبليلة.
المعلومات الاستخباراتية التي كانت تخرج من أبوكرشولا تقول إن هنالك حالة شد وجذب بين قوات الجبهة الثورية وحاول قادتها تثبيت الجنود وإبلاغهم بأن القوات الحكومية ليس لديها رغبة في الدخول في المعركة وأن فصل الخريف سيحيل دون من أي معركة لاستعادة المدينة وهي محاولة لرفع الروح المعنوية التي بدأت في الانهيار خاصة بعد النقص في المواد الغذائية والوقود وعدم وجود آليات لإخلاء الجرحى بجانب الإجهاد حيث لم تسكت مدفعية القوات المسلحة في ضرب سواتر قوات الجبهة الثورية طوال الأيام الماضية مما أرهق القوات المدافعة عن المدينة وجعلها تتكسر أمام الضربات المتتالية إلي أن دخلت وحدات القوات المسلحة للمدينة وأدت فيها صلاة الشكر بعد أن تم تأمين المنطقة بشكل كامل وتمشيط كتيبة من المهندسين للمنطقة حتي لا يكون هنالك الغام أرضية مزروعة وبعدها بدأ التمشيط يتعدي أبوكرشولا إلى المناطق المحيطة بها حيث تجري عمليات مطاردة للقوات المنسحبة التي تحاول الدخول لمناطق في دارفور بالقرب من وادي هور.
درع واق
وقال وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، إن تحرير المدينة كان تتويجاً لملحمة عظيمة توحدت فيها القوات المسلحة بمختلف صنوفها مع قوات الدفاع الشعبي والشرطة والأمن.
وقال وزير الدفاع في بيان له يوم الإثنين، إننا نحيي كل الذين صنعوا هذا النصر، مؤكداً أن المسيرة ستتواصل حتى يعم السلام البلاد.
وأكد البيان، أن القوات المسلحة ستظل حامية حمى الوطن، ودرعاً واقياً، وستواصل مسيرتها الظافرة، والقاصدة، لتحقيق الأمن والاستقرار، وتقاتل لتسحق قوى البغي والعدوان والارتزاق، وتقطع دابر الأعداء.
وأشاد البيان بصبر الشعب السوداني، وسنده، وثقته الكبيرة بالقوات المسلحة وقادتها ورجالها؛ عبر تاريخها الطويل حفاظاً على أمن الوطن والمواطن.
وقال الوزير في البيان: “التحية للأبطال الذين صنعوا النصر والفتح المبين في أبوكرشولا؛ من القادة والضباط والصف والجنود والمجاهدين والمرابطين.. والجنة والخلود لشهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم أرضنا الطاهرة، وخطوا بدمائهم الزكية مداد هذا النصر الكبير”.
وأضاف: “عاجل الشفاء لجرحانا.. والشكر من بعد لله سبحانه وتعالى لشعبنا الأبي العظيم الذي وقف مع قواته المسلحة، وصبر وصابر ورابط، يشد من أزر القوات المسلحة، والشرطة، والأمن، والمجاهدين، وصنع ملحمة التكاتف والترابط والتآزر والوحدة الوطنية الرائعة.. إنه شعب يستحق كل خير ويستحق التضحية”.

الخرطوم : خالد- البشاري
صحيفة السوداني

Exit mobile version