يوسف عبد المنان : أبصر شرقاً

[JUSTIFY]في عام 2003م، بدأت مجموعات صغيرة تتلقي تدريبات عسكرية في أعلي قمة جبل مرة.. ولا يعرف الأسباب التي دفعت هؤلاء المواطنين للانتظام في التدريبات العسكرية.. في ذات الوقت خرجت مجموعة من أبناء الزغاوة في كارنوي عن سلطة الإدارة الأهلية وأخذت علي عاتقها التدريب عسكرياً ليلاً والعودة في الصباح لكارنوي.

هذا التقرير تم نشره في صحيفة ألوان قبل تمرد “مني أركو مناوي” و”عبد الله أبكر” و”عبد الواحد نور”.. وفي يوم نشر الخبر تم استدعاء كاتب التقرير وهو شخصي ومدير تحرير الصحيفة الصادق الرزيقي للقيادة العامة.. وثم التحقيق حول الخبر الذي يثير الخوف والفزع في أوساط المواطنين وهو عار من الصحة تماماً.. ولولا وجود الفريق “بكري حسن صالح” كوزير للدفاع لطال حبسنا بتهمة نشر أخبار كاذبة وعارية من الصحة.

ولم تمض أيام حتي تخرج الذين كانوا يتدربون في المعسكر بجلل مرة وحول كارنوي وحملوا السلاح في وجه الدولة وأنجبت الأرض حركات التمرد الدارفورية التي بعد حملها السلاح لم تواجه بالحسم المفترض ولا بالتفاوض السلمي الذي دعا إليه الفريق إبراهيم سليمان ودفع ثمن مبدئيته بإبعاده من الولاية.. الآن تلوح بوادر شرق السودان بوجود شجر يمشي الهويني بين الجبال والهضاب في جبال البحر المالح.

من قرأ البيان الختامي لاجتماع ثلاثي ضم نالك عقار وعبد العزيز الحلو وياسر عرمان الأسبوع الماضي ونشر علي نطاق واسع (تستوقفه) عبارات البيان الختامي عن تشجيع الحركة الشعبية قطاع الشمال لبوادر حمل السلاح في شرق السودان واستعداد الحركة الشعبية لدعم ثورة الشرق حتي يتم حصار النظام والإجهاز عليه من خلال العمل العسكري المشترك والانتفاضة الداخلية لقوي المعارضة!

بيان “ياسر عرمان” الذي أرفق بصورة للمتمردين الثلاثة وهو جلوس علي طاولة بلاستيكية ويحتسون القهوة في منزل من (القش) في جنوب كردفان، وأشار لحلفاء الحركة الشعبية من الجبهة الثورية وعاتب قوي المعارضة بلطف شديد لمهادنة بعضها للنظام.. الإشارة هنا للسيد “الصادق المهدي”.

ولكن نبرة “ياسر عرمان” اتجاه شرق السودان تحريضه حتي تثور بعض مكونات الإقليم وتعود لحمل السلاح بعد أن حققت اتفاقية أسمرا (تنموياً) مقاصدها، ولكنها لم تفلح سياسياً في تهدئة الملعب الذي يشهد من حين لأخر أعمال شغب (بقصف) الجماهير للفريقين بقارورات المياه المعدنية والاحتجاج علي أداء الحكم.

في الأسبوع الماضي سرب خبر لأحدي الصحف من جهة لها مصلحة في إعادة إشعال حريق الشرق، بالحديث عن انسحاب مؤتمر البجا من حكومة الوحدة الوطنية… وأمس قال ياسر يوسف الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني (الأول) – طبعاً لوجود ناطقين آخرين – أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ اتفاق الشرق، واعتبر يوسف تنفيذ ما تبقي من الاتفاقية وأجب الحكومة والأطراف الموقعة الأخرى.
نفي الناطق باسم المؤتمر الوطني مقروناً بخبر الانسحاب لمؤتمر البجا ثم نفي الخبر مرة أخري وإشارات بيان “ياسر عرمان” كلها تقول شيئاً واحداً.. تحت الرماد وميض نار.

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version