أنا راسي بتير

[JUSTIFY]
أنا راسي بتير

إن كان أحمد المصطفى قد غنى (طار قلبي مني وقال ماهو عائد) كما غنى (يالقطار أنا قلبي طار يوم حبيبي ودعتو) فإن صديقنا البارجقل كان يستخدم عبارة (أنا راسي بتير) أي يطير عندما يستشكل عليه فهم أمر ما وعندما يتعاظم عليه عدم الفهم كان يصيح قائلا: (يا جماعة والله أنا راسي وصل السما السابع فمن فضلكم نزلونا) ولعل هذا ما حدث لي وربما آخرين ونحن نسمع الأخبار التي وردت من اديس ابابا يوم الجمعة الماضي ولم تكّذب حتى اليوم الاثنين تلك التي تقول إن وفدي جمهوريتي السودان قد وقعا على اتفاقية أمنية توقف العدائيات بينهما.
بالطبع يسعدنا جدا أن يتفق وفدا السودان على التهدئة لا بل سوف نطير من الفرح إذا اتفقا على حل المسائل المعلقة بينهما وديا ولو بطول الزمن، لكن هذا لا يمعنا من أن نتحير لأن كل المعطيات كانت تشير إلى أن جولة أديس أبابا الحالية أتت في وقت وصل التصعيد بين البلدين قمته، فهل هناك أكثر من أن يقول الرئيس البشير في التلفزيون إن الأجواء بين البلدين أجواء حرب ويرد الرئيس سلفا وهو يخاطب جنرالاته بأن يتوجهوا صوب جودة لأن الحرب ستكون من هناك وأن أبناءه الأربعة سيكونون في مقدمة المقاتلين؟ أما النفط الذي فجر الخلافات الحالية فدولة الجنوب حتى صباح الجمعة كانت تردد أن الشمال قد سرق بترولها، ليس هذا فحسب بل أضاف سلفا قائلا: إنهم عندما أغلقوا الآبار وجدوا 57 بئرا غير مسجلة وهذا يعني أن الشركات تواطأت مع الخرطوم وهكذا (طار جوز) في السودان والصين معا. بعد كل هذا بمجرد أن وصل الوفدان إلى أديس ولم يمضيا حتى ليلة واحدة يطلع علينا أمبيكي ويقول إن الطرفين اتفقا على إنهاء التوتر الأمني بينهما؟؟؟؟؟؟؟
نحن نعلم أن هناك عدة مسارات للتفاوض وعدة لجان فهناك اللجنة الأمنية وهناك اللجنة الاقتصادية ولكن المعروف أن اللجنة الأمنية قد اجتمعت بالخرطوم في ديسمبر الماضي وكان اجتماعا وديا وكان ينبغي أن تجتمع في جوبا في يناير المنصرم ولكنها لم تجتمع لأن الخلافات تفجرت في اللجنة الاقتصادية وبسبب النفط وتولى كبر التصعيد الرئيسان، فهذا يعني أن أجواء الحرب وتقريب قعقعة السلاح لأرض الواقع بين البلدين سببه الخلاف حول النفط، فهل يعقل أن يضع الجانبان ملف النفط جانبا ثم يتفقا على وقف العدائيات؟ ثم ماذا لو لم يتفق الطرفان على النفط وعاد التصعيد مرة أخرى؟ ياجماعة هل يمكن أن يبدأ بنيان العمارة من الطابق العلوي؟ أنا راسي وصل السما العاشرة.
كسرة
وأنا في السما العاشرة تلك رأيت أن جهة لها عين واحدة قدر الطبق في منتصف رأسها شديدة الاحمرار تحمل عكازا مضببا وقالت لي إنها هي التي أمرت الطرفين بالتوقيع على الاتفاقية الأمنية فامتثلا دون أي تردد، فقلت لها ما قصرتي يا كريمة العين لكن ما عندك كمان اتفاق على النفط لكي يوقع عليه الطرفان تحت تأثير عكازك ويريحاننا؟ هذا فانتهرتني قائلة: (شت أب (اسكت) دا مش شغلك) فامتثلت أنا الآخر وقلت لها خلاص أنا عاوز أنزل.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version