المؤتمر الذي سيناقش قضايا تهم كل البيوت في الحضر وفي الأطراف النائية، نأمل ألاَّ يكون كغيره من المؤتمرات الانفضاضية التي حصيلتها أضابير المكاتب، حيث تسكن في حصن حصين لأن الأمر مفصل..مستقبل أبناء السودان.. وحال التعليم يحتاج لوقفة قوية جريئة بعد أن تراجعت المستويات المعرفية للتلاميذ خاصة في المواد الأساسية، حيث أصبح من الشائع أن تجد الطالب على أعتاب متقدمة من «السلالم التعليمية» لا يجيد الكتابة باللغة العربية «المتعارف عليها»، وهذا بعض من دلائل العطب المنهجي.. فهل سيفصل المؤتمر في مراجعة وضع التعليم العام بصورة حاسمة.. منهجاً.. وسنيناً.. وأوضاعاً، فهل سيأتي التعليم المستقبلي طاوياً بداخله علل واسقاطات الارتجال الذي ضرب حتَّى استراتيجية الرؤى المستقبلية للتعليم.! وهل سيستصحب مآخذ الأوضاع الحالية للتعليم العام والخاص بصورة صادقة بعد أن صارت المدارس الخاصة تجذب الأسر المقتدرة مع الآنية الماثلة لعدم ايلاء التعليم الحكومي حقه ومستحقه باعتباره ملاذاً لعموم أهل البلاد، ولكنه مسكون بعلة الأوضاع الصعبة والظروف الطاحنة التي يعمل فيها المعلمون المجتهدون الذين يحاولون أن يقدموا نموذجاً للمعلمين الرساليين في زمن الحسابات المتجردة للربح والخسارة.. لا نستقبل هذا المؤتمر بعدم التفاؤل بقدرما نعول على أن يكون الذهن متقداً هذه «المرة» لأن كل محور من محاور حياة السودانيين أصبح في وضع استثنائياً، بقدر الاحباط العام بقدر التفاؤل الذي ينتظره كل بيت سوداني لمعرفة الحلول والبدائل القادمة، هل تنطوي علي زيادة المنهج، أو المدة الدراسية، أو المزاوجة بين ذلك، بالله عليكم أعيدوا لهذا التعليم أدواته.. حرروه من كل الكوابح التي تقعد به دون الالتفات إلى محاذير ذلك.. حتى ولو ارتبط الأمر بنظرية كلية لاوضاع ترتبط ببقاء وذهاب كيانات مؤثرة فمستقبل البلاد مرتبط بمستقبل أبنائه.. الجرأة يناط بها تحقيق النجاح لمؤتمر التعليم تقتضي أن يتجرد المشاركون من كل الأثواب إلا ثوب الستر لأمر البلاد.. فمحطة الانطلاق المختلفة «معلم.. تلميذ.. بيئة.. تعليم.. منهج.. الخ» متى ما استقام الأمر وخرجنا من طوق أحلام بعض الشعارات التي تتماشى مع روح العصر يمكن أن يكون وضع التعليم في البلاد أفضل من ذلك، وتجاوزنا فيها مداخل «إجلاس الطلاب.. توفير الكتاب المدرسي.. توفير وجبة لشرائح الطلاب المدعومين.. و..» بتخصيص ذلك دون ضجة. ويحضرني دائماً القول أن تقوم الحكومة بدور أكبر في «مدارسها» التي خرجت من قبل كل القادة الممسكين بزمام الأمور الآن داخل وخارج البلاد باعتبارهم قد اعتمدوا أساس تعليمي متين وقوي، الشيء الذي صار الآن محل الطلب العاجل.
آخر الكلام:
نعول على خبراء التعليم السودانيين لاعتقاد جازم بأنهم مؤهلون وقادرون على إخراج التعليم من نفقه المظلم، فقد «يدقوا صدورهم ويقولوا يا غرقنا يا جيناكم حازمنها»..
مع محبتي للجميع..[/JUSTIFY][/SIZE]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
