واحدة من محطاتها الطريفة تقول فايزة عمسيب : كنت ضمن ركاب حافلة مواصلات عامة، وكان جزء من المقاعد مخصصا للنساء والآخر مخصصا للرجال . وانتهزت فرصة وجودي في الحافلة لأذاكر النص الذي سأقوم بأدائه في أحد الأعمال الدرامية، وبدأت أردد في النص بصوت خافت، فلاحظت بعض الراكبات حركاتي، وعرفت من اهتمامهن أنهن يتهامسن حولي بأنني (مجنونة)
الطريف في الأمر أن الراكبات نزلن في نفس المحطة التي نزلت فيها فايزة وهن يسرن أمامها ، وقد أربكهن الموقف، وتملكهن الخوف من (المجنونة) وبينما عمسيب تسير خلفهن أسرعن خطواتهن .. ثم انطلقن مهرولات، فلم يكن من فايزة إلا أن ركضت خلفهن .. لزيادة تخويفهن وإكمال الصورة الكوميدية التي تضمنها الحدث !!
فايزة عمسيب تعود في نشأتها إلى منطقة رفاعة، حيث كانت تقيم مع خالتها التي يعمل زوجها في وظيفة حكومية، وكان يتنقل بحكم وظيفته وتتنقل معه خالتها وهي معهما حيث كانت في سن الطفولة .
تلك الجولات المتعددة في ربوع الوطن .. أعطت لفايزة عمسيب ثراء فكريا ووجدانيا بالإنسان السوداني بمختلف مواقعه الجغرافية، وهذا ما انعكس على ثقافتها وأدائها ومهاراتها الشخصية في التعامل مع كل الشخصيات التي قامت بأدائها .
لكن بداياتها الباكرة كانت في المدرسة ، وهي ما زالت تذكر قصة اللص والجزار التي شاركت بتمثيلها، وكانت تؤدي فيها دور اللص، بحكم أن الفتيات في المدرسة كن يؤدين دور الرجال والنساء.
وقد شاركت عمسيب في الكثير من الأعمال الإذاعية التي من ضمنها : عشاق تحت التمرين، ود كلتوم في الخرطوم، الحب المستحيل، وغيرها .
أيضا سجلت أم المسرح وجودا مبكرا في التلفزيون، حيث شاركت في أعمال عديدة مثل : في انتظار آدم، المال والحب، الأرض الحمراء، البيت الكبير، ومسلسل اللواء الأبيض الذي كان التجربة الثانية لها في المسلسلات المتلفزة .
بقلم : بدرالدين حسن علي [/SIZE]
