عبد الرحمن الزومة: الخيط بين الإصلاح والتخريب

هنالك خيط رفيع بين الخطأ والصواب ، وبين الحقيقة والسراب ، ومؤكد هنالك ذلك الخيط بين “الإصلاح والتخريب” وذلك هو من “الرفاعة” بحيث تختلط الأمور أحياناً لدي البعض، خاصة أولئك الذين “تتضخم” عندهم ذواتهم و”الأنا” فيظنون أن ما يعتقدونه هو الصواب وأن ما يقولونه هو الحق وعليه فإن الجميع يجب أن ينصاعوا لما يقولون وما يعتقدون.

وهم من حيث يدرون ينتقلون من تلك الدوائر “الزاهية” التي رسموها لأنفسهم، وهي في حقيقة الأمر لا وجود لها إلا في خيالهم، ويقعون في دائرة أخري هي دائرة الذين يحسبون أنهم “يحسنون” صنعاً، وهذه الفئة ذمها القرآن الكريم بأقوى العبارات.
وأري أن الإخوة الذين يملأون الدنيا هذه الأيام ضجيجاً بدعاوي الإصلاح في المؤتمر الوطني هم من هذه الفئة.

وعندما أقول أن تلك الدوائر التي رسموها لأنفسهم هي من نسج الخيال، فإن عندي العديد من الشواهد والدلالات علي قولي، وشواهدي تلك أنما آخذها من “أفواههم” هم يقولون أنهم يريدون الإصلاح داخل المؤتمر الوطني.

الذي يريد الإصلاح يجب بادئ ذي بدءاً أن يلتزم بقواعد السلوك والانضباط داخل المؤسسة التي يد إصلاحها.

هؤلاء ألحقوا ضرراً بليغاً بتلك المؤسسة، أن الحركة الإسلامية التي تربينا في صفوفها علمتنا مبادئ أساسية وهي أنه تتم مناقشة الأمور داخل الأطر التنظيمية.
وعندما يفوز قرار ما بنسبة “51 -49″ فإن الجميع يخرجون الي الناس برأي الـ”51” باعتباره رأي الجماعة.
هكذا بكل بساطة، المسألة ما “دايرة” فلسفة ولا “هرج كتير”.

هؤلاء قالوا إننا تحدثنا كثيراً ولم يستجب لمطالبنا “الإصلاحية”، هم يعترفون بأمر غاية في الأهمية هو أنهم كانوا يتحدثون وكان الآخرون “يستمعون” إليهم، فلا يعقل أن يتحدث إنسان سنين عدداً ولا يكتشف أن الآخرين لم يكونوا يستمعون له.
هنالك فرق بين أن استمع إليك وأن “أنفذ” ما تقول، وهذا هو السؤال “الإجباري” الذي فشل هؤلاء “الإصلاحيون” فيه فسقطوا في لامتحان.

هم يريدون أن يتحدثوا فيقول الجميع “سمعاً وطاعة” وهذا مستحيل “بكل أسف” المؤتمر الوطني ليس ملكاً لهم، وهو أيضاً ليس ملكاً للذين “لم يستمعوا لهم” إنه ليس طريقة صوفية يأتمر الجميع فيها برأي :أبونا الشيخ” أن مؤسسة طردت “الترابي” لأنه أراد أن يفرض رأيه عليها قادرة عي طرد “أي زيد أو عبيد”.
وليت كبير هؤلاء “الإصلاحيين” اتعظ بما حل بمن سبقه، وليته أدرك أن “العائلة” الفلانية وأن “الكيان” الفلاني لن يحققا له شيئاً !
ومن المبادئ الأساسية الأخرى التي تعلمناها هي أن “إخراج” خلافات الجماعة للعلن وبالذات لوسائل الإعلام هو “خطيئة” لا تغتفر.

وهؤلاء ارتكبوا تلك الجريمة، طبعاً لهم “حجتهم”، قالوا : نعم فعلنا ذلك, لماذا يا جماعة الخير؟ لأنكم لا تستمعون! وهم يقصدون “لأنكم لم تنفذوا ما نقول” ومرة أخري هذا “مستحيل بكل أسف” ليس في المؤتمر الوطني.

صحيفة التغيير
عبد الرحمن الزومة

Exit mobile version