عبير زين : ملكة جانسي داخل بيوتنا !

[JUSTIFY]ورد قبل أيام خبر على صفحات صحيفة المجهر السياسي مفاده أن إدارة مدرسة أساس بضاحية دار السلام استدعت أولياء أمور مائة تلميذ يدرسون بصفوف متفاوتة حضروا إلى مباني المدرسة وعلى جباههم علامة ملكة جانسي وقد نحتوها بنواة البلح! وعليه قامت إدارة المدرسة باستدعاء أولياء أمور التلاميذ وعقدت معهم اجتماعاً نبهت من خلاله إلى خطورة تأثر أبنائهم بما يشاهدون على الفضائيات وتطبيقها على أرض الواقع، وقد تجاوب عدد كبير من أسر الطلاب وأيدوا مقاطعة مشاهدة حلقات المسلسل وتشفير القنوات التي تحرض على العنف!

لم يكن هذا الخبر الأول من نوعه ولن يكون الأخير ما دامت هذه الملكة تزور بيوتنا عبر حلقاتها التي تمددت و إستطالت وتأثيرها الذي تعمق و إستمر وسيستمر، فقد طالعنا خبر الإسبوع الماضي إلتقطته شاشة قناة MBC الفضائية عبر برنامج صباح الخير ياعرب مفاده أن صبياً بولاية النيل الأبيض قام بشنق نفسه تأثراً بمسلسل ملكة جانسي، وقبل شهور قام طفل بتسديد طعنات لأمه لأنها منعته من مشاهدة حلقة ملكة جانسي!!

مازلنا نُعاني من تأثير الدراما التركية على مجتمعنا وإن كان تأثيرها خفياً يضرب في العلاقات الأسرية والزوجية بخبثٍ تام فإن ملكة جانسي تضرب بالعنق وتقذف به وتنشره بين أطفالنا نهاراً جهاراً في خطر موازي للأفلام الهندية التي أثرت في فترة ما على سلوك الشباب وأشاعت العنف ودفعت بالكثيرين لتقليد بعض الحركات التي كان يقوم بها جيمي وجاكي شان وشاروخ خان وغيرهم من الأبطال الذين سلبوا عقول الشباب وأفسدوا سلوكهم، فها هي الدراما الهندية تعود في ثوب جديد أشد خطراً على شاكلة مسلسل ملكة جانسي التي تزودت بالكثير المثير من أحداث عنف وبطوله تستهوي الكثير من أطفالنا اليافعين فظهرت على إثر ذلك حوادث العنف والتقليد الأعمى ومحاولة تطبيق البطولات التي يرونها عبر حلقات ملكة جانسي.

يشكو الأباء والأُمهات مُر الشكوى من حرص أبنائهم على متابعة حلقات مسلسل ملكة جانسي أكثر من حرصهم على دراستهم أو حتى على شرب الحليب قبل النوم، فقد أصبحت ملكة جانسي الأولوية الأولى فى قائمة إهتمامهم و لا تفلح أى مغريات ولا مهددات فى إقناعهم بترك متابعة الحلقات حتى وإن كان الوقت يصادف إمتحاناتهم مما ينذر بأن التأثير وصل عمقاً خطيراً يتطلب إجراءً سريعاً من داخل الأسرة ومن خارجها.

إلى متى سيظل مجتمعنا يقف على رصيف العبور الذي تمر به قوافل الفنون و الحضارات فلا ينوبه إلا التغبر بتراب أقدامهم؟ و لماذا يصر على أن يستند على أصول هشة رغم أن أساسه الحقيقي صلباً قوياً لا تهزه أى ريح مهما بلغت قوتها؟

همسات .. عبير زين

[/JUSTIFY]
Exit mobile version