حماقة بلا حدود .. هذه المواصفة نموذجاً..!!

حماقة بلا حدود .. هذه المواصفة نموذجاً..!!
** طلبات الزواج التي تنشرها الصحف والمواقع الإلكترونية تضج بالشروط التعجيزية، ومنها أن سودانياً مقيماً بلندن تقدم بطلب يشرح فيه مواصفات الزوجة المطلوبة على النحو الآتي : ( تقدس الحياة الزوجية، بشرتها بيضاء، عيونها زرقاء، شعرها أشقر، وأن تكون سودانية ).. بالتأكيد تلك مواصفات تقتضي من صاحبنا الحالم هذا التوجه الى أقرب مناطق عمليات عسكرية ويستشهد فيها، عسى ولعل يدخل الجنة ويحظى بالحور العين عوضاً عن تلك الزوجة المطلوبة، إذ رحم بلادنا هذه لن تنجب له في المستقبل القريب ذوات العيون زرقاء والشعر الأشقر..ومع ذلك، تظل المواصفات والشروط التي تطلبها حكومة دولة الجنوب من حكومة دولة السودان لإدارية منطقة أبيي، هي الأغرب ..!!
** قدمت حكومة السودان الخير الفهيم لتلك الإدارية، ولكن حكومة الجنوب ترفض الخير الفهيم..وكذلك قدمت حكومة السودان الصادق مريدة، فترفضه حكومة الجنوب أيضاً..ثم قدمت حكومة السودان زكريا أتيم، لترفضه حكومة الجنوب أيضاً.. وأمام هذا الرفض المتكرر سألت حكومة السودان تلك الحكومة الجنوبية : (طيب انتي عايزة شنو؟ ومواصفات القيادي المطلوب في إدارية أبيي شنو؟)، فأجابت حكومة الجنوب بمنتهى البراءة : القيادي المطلوب لإدارية أبيي يجب أن يكون سودانياً، وعضواً بالمؤتمر الوطني، ومنتمياً لقبيلة دينكا نقوك.. تأملوا أيها الأفاضل تلك المواصفات التي تطلبها حكومة الجنوب، ثم أوجدوا الفرق – إن وُجد – بين مواصفة من شاكلة (سودانية عيونها زرقاء وشعرها أشقر) وأخرى من شاكلة ( دينكاوي سوداني وكمان مؤتمر وطني).. وعليه، يبدو أن حكومة الجنوب سوف تنتظر طويلاً الى أن تلد الأرض السودانية في المستقبل (دينكاوي كوز)، بحيث ترشحه حكومة السودان لإدارية أبيي ..!!
** تلك المواصفات والشروط التي تضعها حكومة الجنوب لقيادات إدارية منطقة أبيي، مشهد من مشاهد اللف والدوران التي تدمنها حكومة الجنوب، ودليل بأن حماقة تلك الحكومة لا تريد الاستقرار للشعبين في المناطق الحدودية.. بروتوكول أبيي لم يضع مثل تلك المواصفات شروطاً للقيادات المطلوبة لإدارية أبيي، بل كل المطلوب قيادات من سكان المنطقة، بحيث تقدم حكومة الجنوب نصفها وتقدم حكومة السودان النصف الآخر.. كرر ( من سكان المنطقة)، حلفاوياً كان أو مسيرياً..ولم يرد بالبروتوكول بأن يكون الإداري المرشح لتلك الإدارة دينكاوياً أو جعلياً، فالمهم أن يكون (مقيماً وساكناً بالمنطقة)، وتلك الأسماء التي رشحتها حكومة السودان من أبناء تلك المنطقة، ولكن مكر حكومة الجنوب يرفضهم ويطالب حكومة السودان بتقديم أسماء دينكاوية، لكي يسيطر على منطقة أبيي إدارياً.. ُمكرهم أحمق جدا، بحيث لا يخدع طفلاً في مهد أمه..والغريب في الأمر أن حكومة السودان لم ولن ترفض الأسماء التي رشحتها حكومة الجنوب لتمثلها في إدارية أبيي، وكان عليها أن ترفض وتلزمها بتقديم أسماء مواصفاتها من شاكلة ( شايقي جنوبي وكمان حركة شعبية)، أو كما تفعل حكومة الجنوب بغرض تأزيم الأزمة وليس بغرض حل الأزمة.. !!
** ولأن الحماقة – كما الجهل بلا حدود، تهدد حكومة الجنوب باحتلال منطقة أبيي في حال عدم انسحاب قوات السودان المسلحة منها.. فجر اليوم هو موعد تنفيذ هذا التهديد، ولو نفذته حكومة الجنوب فإنها لن تجد في منطقة أبيي غير قوات إثيوبية وأخرى سودانية وثالثة جنوبية.. نعم السودان سحب نصف قواته وأبقى على النصف لحين تشكيل تلك الإدارية التي تعيق تشكيلها حكومة الجنوب، ولكن حكومة الجنوب لم تسحب جندياً من جنودها حتى مساء البارحة، أي هي تريدها منطقة جنوبية (جيشاً وإدارة)، هذا أو الاحتلال بطرد ما تبقى من الجيش السودانى، أو هكذا يحلمون.. ولكن هيهات، إذ منطقة أبيي بمثابة منطقة نزاع لم تعرف هويتها وتبعيتها بعد، ولحين المعرفة هي منطقة ذات إدارة مشتركة وخالية تماماً من الجيشين السودانى والجنوبي .. ولتنفيذ تلك الإدارة وذاك الخلو، على حكومة الجنوب أن تتعظ من درس هجليج، بحيث تسحب قواتها وتقبل بتلك الأسماء السودانية، ثم تفاوض حكومة السودان حول تبعية المنطقة بالتي هي أحسن، أي بالدبلوماسية.. هذا أو فلتحتمل ( لغة الجيش) في تلك المنطقة، بحيث لايكون الصراخ المرتقب من شاكلة : يا أمبيكي قصفونا، يا يوغندا ألحقينا ..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version