رشا التوم : المبعدون من السعودية كيف الرجوع ؟

[JUSTIFY]قبيل فترة ليست بالبعيدة منحت السلطات السعودية ممثلة في وزارة العمل والداخلية مهلة تقدر بـ «3» أشهر للسودانيين المقيمين بالمملكة لتصحيح أوضاعهم وتقنينها بحيث تصبح إقامتهم مشروعة ومحددة وفقاً للضوابط المعمول بها وبدأت فعلياً ترتيبات جادة لتصحيح الأوضاع للسودانيين بمغادرة وفد سوداني من الضباط بالعاملين بالجوازات وشرعوا في تجديد جوازات إلكترونية للسودانيين وتهدف تلك الإجراءات من قبل المملكة بغرض تقنين أوضاع كثير من السودانيين الذين قضوا عشرات الأعوام في المملكة بغرض العمل والإقامة وربما في وظائف ومهن بعيداً عن الكفيل السعودي أو الضامن لإقامتهم وفعلاً انقضت المهلة المحددة من قبل المملكة ولم توفق أوضاع كثير من السودانيين ووزارة العمل السودانية أمس أوردت خبراً مفاده أن أعداد السودانيين غير الموفقين لأوضاعهم مجهولة مؤكدة التزام السفارة في نفس الوقت بالتنسيق مع السعودية لتواصل حلحلة مشكلاتهم وبررت الوزيرة الأمر بأن المهلة كانت غير كافية لتصحيح أوضاع السودانيين ونقل كفالاتهم، ولكن هذا الأمر كان يجب الالتفات إليه مسبقاً وفي حال أن الفترة لم تكن كافية كان لوزارة العمل والسفارة السودانية أن تتقدم بطلب لمد الفترة حتى تعمل جهدها لحصر أعداد السودانيين وتصحيح أوضاعهم بالتوافق منعاً لتضخم المشكلة بما أن كثيراً من السودانيين مقيمين بطريقة غير مشروعة ويعملون في مهن مختلفة، ولم يستطيعوا إلى يومنا هذا الخروج من هذا النفق وأصبحوا محاصرين في داخل المملكة فهم لن يستطيعوا العمل والإقامة في المملكة ولن يجدوا طريقاً للعودة لأرض الوطن بممتلكاتهم وأموالهم، لأنه في الغالب سيتم ترحيلهم عند القبض عليهم من قبل السلطات ولن يمنحوا الوقت حتى بالعودة لأماكن إقامتهم أو لكفلائهم وبما أن عدداً كبيراً منهم يعملون في وظائف غالبيتها تصب في خانة (رعاة) وأعمال البناء وغيرها، وعلى السفارة السودانية يقع العبء الأكبر والمسؤولية في الإسراع بتصحيح أوضاع المغتربين للحفاظ على روابط الإخاء والتعاون في أطر شرعية وقانونية بين البلدين وحتى لا يكون السودانيين المقيمين بطريقة غير مشروعة خميرة عكننة مستقبلاً باعتبار أن السودانيين لهم من المميزات ما ساهم في بقائهم بالمملكة، ومن ناحية أخرى يمثل المغتربون السودانيون رأس الرمح في الاقتصاد السوداني من حيث توفير العملات الصعبة والنقد الأجنبي عموماً من خلال تحويلاتهم إلى أسرهم بالسودان وقضية تصحيح أوضاعهم يحب وضعها في قمة الأولويات وعلى الحكومة والسفارة الإسراع بإكمال النواقص بشأنهم باعتبارهم جزءاً أصيلاً من الوطن ويعكسون من خلال وجودهم بالمملكة صورًا مشرفة عن إنسان السودان في كامل صفاته النبيلة والكريمة وللحفاظ أيضاً على العلاقات الاقتصادية والمشروعات التنموية المشتركة بين السودان والمملكة ويمكن للسودانيين العودة لأرض الوطن وإعادة ترتيب أوضاعهم حال أتوا عبر الطرق المشروعة ونأمل أن لا يتم ترحيلهم قصرًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ليعودوا خاليين الوفاض بعد غربة امتدت ربما لعشرات السنين.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version