إياك نعبد وإياك نستعين‏

إياك نعبد وإياك نستعين‏
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ اللّهُمّ أَعِنّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ } وفي هذا الدعاء يسأل العبد ربه أن يعينه على ثلاثة أشياء هي : الذكر ، والشكر ، وإحسان العبادة لله وحده ،، لأن المؤمن لابُد أن يجمع في عبادته بين الذُّل لله عزوجل ، والإفتقار إليه ، وعبوديته .
* [ إيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينْ ] الفاتحة ،، الناس في هذا المقام أربعة أقسام : – منهم من يعبد الله ويستعينه
– ومنهم من يعبد الله ولا يستعينه .
– ومنهم من يُغلّب جانب الإستعانة .
– ومنهم من يُغلّب جانب العبادة .
وأعلى المراتب هي : الأولى ، أن تجمع بين العبادة والإستعانة ، وإذا نظرنا إلى حالنا الآن نجد أننا نُغلّب جانب العبادة ، فتجد الإنسان يتوضأ وليس في نفسه شعور أن يستعين بالله على وضوئه ، ويصلي وليس في نفسه شعور أن يستعين بالله على صلاته ، وأنه إن لم يُعِنْهُ الله ما صلى .
وقلنا : الناس ينقسمون أربعة أقسام ، لكن الحقيقة أننا في غفلة عن هذا ، مع أن الإستعانة نفسها عبادة ، فإذا صلّيت – مثلا – وشعرتَ أنك تصلي لكن بمعونة الله وأنه لولا معونة الله ما صلّيْت ، وأنك مفتقر إلى الله أن يُعينك حتى تُصلي وتُتِمّ الصلاة ، حَصَّلّت عبادتين : الصلاة والإستعانة .
أكثر عباد الله – والعلم عند الله – يُغلّبون جانب العبادة ، فتراهم يُغلبون جانب العبادة ويستعينون بالله في الشدائد ، فحينئذ يقول أحدهم : (اللهم أعني ) لكن في حال الرخاء تكون الإستعانة بالله قليلة من أكثر الناس .
ًبعض الناس تجدهم مُتهاوناً في العبادات ، لكن لديهم إستعانة بالله في كل أمورهم ، يقولون : إن لم يُعنّا الله ما نفعل شيئاً ، حتي شراك نعالهم ما يصلحه إلا مستعينا بالله ، هذا حسن من وجه ، ولكنه ضعيف من وجه آخر .
ومن الناس من يعبد الله ويستعينه ، يجمع بين الأمرين ، ويعلم أنه عابد الله متوكل عليه ، ولهذا دائما يقرن الله تعالى بين العبادة والتوكل ، والتوكل هو : الإستعانة [ فَاَعْبُدْهُ وَتَوَكّلْ عَلَيْهْ ] هود١٢٣ [ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينْ ] الفاتحة .
ومن الناس من لا يعبد الله ولا يستعينه – والعياذ بالله – وهؤلاء لا يستعينون الله ولا يعبدون الله ..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ،، اللهم آمين
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version