إسحق أحمد فضل الله : لماذا نحن الآن هكذا.. «ألف حرف لكتابة كلمة»

[JUSTIFY]وعام جديد
> وأنت لست مسيحياً .. ولا أنت تعبد أوثان روما القديمة..
> هذا ما تظنه.. لكن
> يناير.. فبراير.. مارس.. الشهور التي نتنفسها بهدوء
> الشهور هذه هي أسماء أباطرة روما الوثنية القديمة
> الإمبراطور يناير.. الإمبراطور فبراير..
> ومارس هو إله الحرب
> «أوروبا» تأخذ اسمها من اسم لإلهة انثى كانت تركب حصاناً وهي عارية
> شفت ليه أوروبا عريانة!!
> والعالم المسيحي يعبد حتى اليوم الأباطرة هؤلاء والآلهة هؤلاء
> وأيام الأسبوع .. ألفاظها بالإنجليزية هي «Sunday..Monday تعني يوم الشمس.. المعبودة ويوم القمر… و…»
> وأنت لا تعبد الأوثان هذه أو «تظن» أنك لا تعبدها
> و«ونجت» الذي يصنع السودان يقول لضباط مخابراته
في المحاضرة
: العدو إذا استسلم هل هذا يكفي؟
قالوا.. نعم
> قال: أغبياء.. العدو إذا «استسلم» فهذا يعني أنه يشعر بوجود العدو.. ويعني أنه يملك نفساً تقرر الاستسلام أو عدم الاستسلام «والمسلم» يجب ألا يشعر بوجودك أصلاً.
> و… ونجت بفلسفته هذه يجعلك تعبد الأوثان حتى اليوم دون أن تشعر بوجودها
> عبادة تديرها أنت كل نهار وكل عام.. وعدد أنفاسك
> والأسلوب هذا.. أسلوب المخدر.. ينظر إلى «عدة» المقاومة عندك ثم يسلبها بهدوء
> الخطة تجعلك تقتل وأنت تموت من الطرب واللذة.

٭٭
حرف «4»

> والمرحلة الثانية من استعمار الأعصاب كان نموذجها هو مصر الستينيات والحرب يومئذٍ تستخدم النكتة اللذيدة والأغنية اللذيذة.. والمسرحية والفيلم والخبر.. والحكاية.. والنجوم يصبحون هم نجوم الجسم العريان والنكتة البذيئة .. ونجوم كرة القدم و…
> والستينيات هناك تتجدد بعض مشاهدها الآن في السودان.
> وفي السودان.. العام الأخير.. الدولة تحشد الطائرات والمال وزيارات القيادات الرفيعة لفنان يمرض.. ويموت.
«يرحمه الله فقد تحول في آخر حياته عائداً إلى الله».
> لكن الاهتمام الهائل بالرجل لم يكن لأن الفنان تحول إلى الله .. الاهتمام كان سببه هو أنه.. فنان!!
> وحين يموت تحتشد الطرقات بالشباب الباكين
> وأول أيام العام هذا الناس في بورتسودان.. فجراً.. يدفنون الشهيد منتصر.
> ومنتصر.. أحد قادة الدفاع الشعبي الذي يصاب إصابة تمنع إسعافه بالطائرة ويظل أهله يتوسلون لأربعة أيام يطلبون من الحكومة هناك تخصيص عربة إسعاف تحمله للخرطوم.
> وحكومة بورتسودان.. تعتذر
> والمسافة بين مشهد الفنان الذي يموت والمجاهد الذي يموت هي المسافة التي تقطعها خطوات «ونجت» العائدة.
> وخطة «ونجت» لتخدير العصب المسلم.. يوشك الإسلاميون على هزيمتها قبل سنوات قليلة.
> والإسلاميون يصنعون قتال أفغانستان ضد السوفيت وضد أمريكا و… و…
> والمرحلة الثالثة من خطة ونجت تصور الآن.
> وشيء «يتاور» الناس.. وفي السودان بعد الجهاد المذهل والصبر المذهل والبيعة المذهلة للإسلام والحكومة المسلمة.. يحدث شيء الآن.
> وفي تونس يحدث شيء الآن.
> وكل ثورات الربيع العربي المسلمة تصاب بالشيء ذاته.
> وفي تونس حزب الغنوشي الإسلامي يعلن أنه لا يصر على جعل «الشريعة» هي المصدر الوحيد للدستور.
> وسيسي مصر يتراجع في رعب عما أعلنه الشهر الأسبق من إلغاء لمادة «دين الدولة هو الإسلام ولغة الدولة هي العربية».. لكنه يلتف عائداً بزقاق آخر
> وشيء يحدث.. ونقص الحكاية كلها.
> وسؤال صغير مسكين
: لماذا تزدحم فنادق بورتسودان في رأس السنة إلى درجة تجعل أسعارها تبلغ «600» جنيه لليلة.. وما هو الهواء اللذيذ الذي يهب هناك؟!

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version