من أحلام مستغانمي.. إلي المتوفي السوداني محمد بهنس

[JUSTIFY][SIZE=5]ﻃﺎﻟﻌﺖ ﺣﺮﻭﻓﺎً ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺃﺣﻼﻡ ﻣﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ ﺗﺮﺛﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻬﻨﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
ﻓﻮﻗﻔﺖ ﺑﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﻗﻠﻤﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻔﻴﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻬﻨﺲ .. ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻗﻞ ﺃﻧﻚ ﺳﺎﻣﺤﺘﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺮﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﻘﺪﻧﺎﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﻣﻊ ﺃﺣﻼﻡ ﻣﺴﺘﻐﺎﻧﻤﻲ ﻣﺎ ﺭﺳﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻬﻨﺲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ، ﺗﻜﻮﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻳﻜﻔﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻬﻨﺲ ﺃﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﺜﻠﺞ، ﻳﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺘﺴﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻛﻨﺎً ﺩﺍﻓﺌﺎً ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ، ﻣﻴﺘﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ، ﻻ ﻳﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺪﻩ ﻷﺣﺪ، ﻳﺪﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺼﻠﺢ ﺳﻮﻱ ﻟﻠﻌﺰﻑ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﺑﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺳﻤﺮ؟ .. ﻻ ﺃﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﺽ ﻗﻠﺒﻚ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺜﻠﺞ، ﻭﻣﺎ ﺟﺪﻭﻯ ﺃﻥ ﻧﺒﻜﻴﻚ ﺍﻵﻥ، ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﻣﻌﻨﻴﺎً ﺑﺪﻣﻌﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻧﺰﺍﻳﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺎﻋﺮﻳﺔ، ﻷﻧﻚ ﻫﺰﻣﺘﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﺠﺴﺪﻙ ﺍﻟﻬﺰﻳﻞ ﺍﻟﻤﻜﻔﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ، ﻧﺼﺎً ﻳﻌﺠﺰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ .
ﻟﻢ ﺃﻗﺮﺃ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻻ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺻﻐﺮﺕ ﻣﺬ ﻣﺖ ﺟﺎﺋﻌﺎً ﻋﻠﻲ ﺭﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﺑﺮﺩﺍً ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻙ ﺍﻟﻤﻬﻤﻞ، ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ، ﻗﻞ ﺃﻧﻚ ﺳﺎﻣﺤﺘﻨﺎ، ﻛﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺇﻧﻨﻲ ﻛﺎﺗﺒﺔ .
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻣﻀﻲ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻚ ﻫﻨﺎ ﻳﺴﻜﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻵﻥ .
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﺴﺪ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺘﻜﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ، ﻓﻴﺴﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺨﻄﻲ ﻛﻲ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺃﺩﺭﻛﻮﻩ، ﺛﻤﺔ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻵﻥ.

الخرطوم : سراج النعيم[/SIZE][/JUSTIFY]

Exit mobile version