نجم تونسي في سماء سودانية 2‏

نجم تونسي في سماء سودانية 2‏
ولد الكاتب عمر بن سالم في الجنوب التونسي بقرية المطوية ، تلقى تعليمه الإبتدائي بمسقط رأسه ، والثانوي بالفرع الزيتوني بمدينة قابس ، ثم بمعهد ابن رشد الشعبة العصرية جامعة الزيتونة بتونس العاصمة ، ومنه أحرز شهادة التحصيل العصري في الفلسفة في العام ١٩٥٧م ، تابع تعليمه العالي بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة والترجة ، ثم التحق بعد ذلك بالجامعة اللبنانية دار المعلمين العليا ببيروت ، ومنها تخرّج بإجازة تعليمية أستاذية في اللغة والآداب العربية في العام ١٩٦٠م .
سافر إلى باريس لمواصلة المرحلة الثالثة من تعليمه العالي في العام ١٩٦٥م ، وفي العام ١٩٦٨م حصل على شهادة الدكتوراه في النحو العربي من جامعة السوربون .
بعد رجوعه إلى تونس عمِل بالتدريس ثم التحق بمركز الدراسات والبحوث الإقتصادية والإجتماعية بتونس عام ١٩٧٢م فأسس قسماً للدراسات الأدبية والجمالية ، و ظل يعمل في ذات المركز حتى تقاعد عام ١٩٩٣م ، نظم الشعر وحقق التراث واهتم بكتابة المسرح والقصة القصيرة والرواية وكتابة السيناريو وقصص الأطفال والتي تم تدريسها في المدارس والجامعات التونسية ، اهتم بترجمة الأعمال الهامة من الفرنسية إلى العربية .
من الدراسات الأدبية وتحقيق التراث التي قدمها الكاتب الأديب الدكتور عمر بن سالم « ابن دريد .. حياته وتأثيره » رسالة دكتوراه باللغة الفرنسية من مركز الدراسات الإسلامية .. ديوان « علي الغراب» تحقيق للآثار المتبقية لهذا الشاعر .. ديوان « قابادو» تحقيق للأعمال الكاملة لقابادو التونسي الشاعر الملهم .. المقاييس النقدية بين التحجر والتغريب .. دور النص المسرحي في أداء الثورة .. التعبير الثوري في القصة التونسية .. تطور لغة الحوار في القصة التونسية .. البنية الصوتية وعلاقتها بالمضمون في القصيدة العربية الكلاسيكية .. التسلسل الإيحائي في الشعر العربي .. كانت تلك من الأعمال الأدبية البحثية التي قدمها الروائي في الفترة ما بين ١٩٧١م -٢٠٠٧م .
* من الفصول الروائية والقصص القصيرة واللوحات المسرحية نذكر له :
منبر حر .. مجلس أنس .. ما هكذا يختل التوازن .. وقهقهت الجِمال فأنشقّت االمشافر .. احمرت العيون وابيضت الشفاه .. من تحجرت طينته فقد مات .. ادرس طبائع الناس وعدّل المقياس .. الضمائر الصفراء .. المليار .. نافذة على الميدان . وروايات وقصص أخرى كثيرة .
* من الآثار المسرحية له نذكر :
يوم اللآت .. عشتاروت .. برج بابل .. ليلى والسلطان .. أسفار العهد الغابر ، وهي مسرحية اسقاطية موضوعها الإستعمار الإستيطاني الصهيوني في أرض فلسطين
* من الأعمال القصصية الهامة والبارزة والتي نال الكاتب عليها العديد من الجوائز التكريمية في المنتديات والمحافل القومية بتونس نذكر له :
واحة بلا ظل .. دائرة الإختناق .. أبو جهل الدهاس .. الأسد والتمثال .. صحري بحري .. مقامات الليل والنهار من الجبل الأحمر إلى المنار ..مروان في بلاد الجان ..
طيور من بلادي .. حكايات أمي الصالحة طعوم وروائح .. أساطير مطوية ، وبمناسبة خروج هذه المجموعة القصصية الأخيرة ، تم تكريمه من قِبَل جمعية أحباء المكتبة والكتّاب بالمطوية مسقط رأسه والنادي المطوي للتعارف والتعاون بمدينة قابس في يوم ٢٠١٢/٦/٢٣ .

تقول الحكمة :” إذا سألوا شعبا من أنت ؟ فإنه سيذكر علماءه وكتابه وفنانيه وموسيقييه ورجاله السياسيين ”
وللنقاد أيضا كلمتهم في الحكم على صاحب التكريم ففيه قالت الإعلامية رشا التونسي : ” عمر بن سالم الأديب الإنسان ملتزم وجِدّيْ ووَفِيْ للكتابة وللأصدقاء ، وأدبه سهل القراءة لكنه يتطلب قراءة حسب المكان والزمان والمزاج “.
أبرز الأستاذ علي العباسي مكانة الأديب عمر بن سالم الذي حَذا حذْوَ شيخ الأدباء التونسيين محمد العروسي المطوي فتبرّع بكامل مكتبته لأبناء المطوية .
غاص المبدع عبد القادر اللطفي في الأشكال الفنية التي اشتغل عليها الأديب عمر بن سالم وأشار إلي الطابع التراثي الذي غذى هذه الكتابة ليدور حول قطب ثلاثي الأبعاد : تنوع النصوص ، والحس الوطني ، والهاجس السياسي ، واشتغاله بهموم العصر مثل الإستبداد والظلم وغياب العدالة الإجتماعية .
غدا بإذن نورد نصاً لقصة قصيرة من مجموعته القصصية الشيّقة « مقامات الليل والنهار من الجبل الأحمر إلى المنار » ، وقد اخترت هذه المجموعة بالذات لتميزها بخفة الروح والدعابة والحركة المسرحية التي تظهر جلية واضحة ، كما أشير إلى أن روايات الكاتب عمر بن سالم وقصصه القصيرة تتميز بمضمونها القوي فلا بد لك من استنباط حكمة ما أو تجربة ما أو خبرة من الخبرات الإنسانية القريبة للنفس ، ما تتحقق معه لذة النص الأدبي الأصيل

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version